الجمعة 28 جمادى الأولى 1446 - 29 نوفمبر 2024
العربية

القصيدة اللامية المنسوبة لشيخ الإسلام ابن تيمية

140350

تاريخ النشر : 19-10-2009

المشاهدات : 137319

السؤال

هل ثبت نسب القصيدة اللامية في العقيدة إلى شيخ الإسلام ابن تيمية ؟ هل في أبياتها ما يخالف مذهب أهل السنة والجماعة ؟ وأي الأبيات ؟ ما معنى الشطر الثاني من البيت الثالث : " ومودة القربى بها أتوسل " ؟ أرجو تزويدي بقول الشيخ ابن عثيمين يرحمه الله في هذا الموضوع إن وجد . جزاكم الله خيرا .

الجواب

الحمد لله.

اختلف أهل العلم المتأخرون في صحة نسبة القصيدة " اللامية " لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله ، وذلك على قولين :

القول الأول : تصحيح نسبتها إليه ، وهذا ظاهر كلام كثير من أهل العلم ، منهم :

الشيخ نعمان الألوسي في كتابه " جلاء العينين في محاكمة الأحمدين "، والشيخ عبد العزيز بن ناصر الرشيد في شرحه على الواسطية ، والشيخ أحمد بن عبد الله المرداوي الذي شرح القصيدة في كتاب أسماه : " اللآلئ البهية في شرح لامية شيخ الإسلام ابن تيمية "، ولكنه قال في المقدمة عن هذه الأبيات إنها " تنسب لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله "، وقد علق عليها الشيخ صالح الفوزان حفظه الله ، وغيرهم كثير .

وأهم ما يستدل به لهذا القول ما يلي :

1-شهرة هذه النسبة بين أهل العلم .

2-جود القصيدة في مخطوط بين كتب ورسائل لشيخ الإسلام ابن تيمية وإن كان هذا المخطوط لم يكتب عليه أنه من كلام شيخ الإسلام ، ولكن مكانه يشير إلى مؤلفه .

القول الثاني : إنكار نسبتها إليه .

يقول الشيخ ابن عثيمين رحمه الله :

" الظاهر أنها لا تصح أصلا عن الشيخ " انتهى.

" شرح السفارينية " (ص427-428) طبعة دار البصيرة ، تحت شرح البيت رقم (102)

ويمكن أن يستدل لهذا القول بما يلي :

1- أن أحدا من أهل العلم المتقدمين الذين ترجموا لشيخ الإسلام ابن تيمية وسردوا أسماء مصنفاته لم يذكروا هذه القصيدة في مؤلفاته ، فكيف يمكن إثبات نسبة كتاب لأحد العلماء ولم ينسبه إليه تلاميذه الذين اعتنوا بمصنفاته ، بل ولا أحد ممن ترجم له من أصحاب كتب التراجم.

2-جاء في أحد أبيات هذه القصيدة ما يلي :

            قُبْحاً لِمَنْ نَبَذَ الكتابَ وراءَهُ *** وإذا اسْتَدَلَّ يقولُ قالَ الأخطَلُ .

    وهذا البيت نفسه نقله شيخ الإسلام ابن تيمية – كما في " مجموع الفتاوى " (6/297)

       عازيا إياه لأحد المنشدين ، فقال : " وقد أنشد فيهم المنشد ...." انتهى.

     والأمر ربما كان يحتاج إلى مزيد من البحث والتحري في شأن هذه النسبة .

     يقول الشيخ علي العمران حفظه الله :" لامية شيخ الإسلام نشرها الأخ خالد اللحيدان

     معتمدا على عدة نسخ خطية متأخرة ، وذكر بعض أدلة ثبوتها ، وإن كنت لا أوافقه على الجزم بنسبتها إليه ، بل فيه نظر كبير .

     ثم وقفت على نسخة خطية منها على طرة مجموع فيه فتاوى لابن تيمية

    بخط أحد أبناء عمومة ابن تيمية ، بتاريخ (762) ، في غاية الجودة والنفاسة ، لكنه لم

 يجزم بنسبتها لشيخ الإسلام ، فيبقى أن تجمع هذه الدلائل والقرائن إذا أردنا الجزم بإثباتها أو نفيها " انتهى.

نقلا عن هذا الرابط :

http://saaid.net/leqa/17.htm

 وأما عن نص هذه القصيدة ، فهو :

يا سائلي عن مذهبي وعقيدتي *** رزق الهدى من للهداية يسأل

اسمع كلام محقق في قوله *** لا ينثني عنه ولا يتبدل

حب الصحابة كلهم لي مذهب *** ومودة القربى بها أتوسل

ولكلهم قدر وفضل ساطع *** لكنما الصديق منهم أفضل

وأقول في القرآن ما جاءت به *** آياته فهو القديم المنزل

وجميع آيات الصفات أمرُّها *** حقاً كما نقل الطراز الأول

وأرد عهدتها إلى نقّالها *** وأصونها من كل ما يُتخيل

قبحاً لمن نبذ القرآن وراءه *** وإذا استدل يقول قال الأخطل

والمؤمنون يرون حقاً ربهم *** وإلى السماء بغير كيف ينزل

وأقر بالميزان والحوض الذي *** أرجو بأني منه رياً أنهل

وكذا الصراط يمد فوق جهنم *** فموحد ناج وآخر مهمل

والنار يصلاها الشقي بحكمة *** وكذا التقي إلى الجنان سيدخل

ولكل حي عاقل في قبره *** عمل يقارنه هناك ويسأل

هذا اعتقاد الشافعي ومالك *** وأبي حنيفة ثم أحمد ينقل

فإن اتبعت سبيلهم فموفق *** وإن ابتدعت فما عليك معول

وقوله في القصيدة : " حب الصحابة كلهم لي مذهب *** ومودة القربى بها أتوسل ": يعني أن حب الصحابة وآل بيت النبي صلى الله عليه وسلم من العبادات والقرب التي نتقرب بها إلى الله تعالى ، ونتوسل بها إليه ، فإن التوسل بالأعمال الصالحة جائز باتفاق العلماء ، وهذا البيت من هذا الباب .

والله أعلم .

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر: الإسلام سؤال وجواب