الحمد لله.
ذَهَبَ جُمْهُورُ الْفُقَهَاءِ إِلَى أَنَّ تَغْسِيل الْمَيِّتِ الْمُسْلِمِ وَاجِبُ علَى الكِفَايَةٍ ، بِحَيْثُ إِذَا قَامَ بِهِ الْبَعْضُ سَقَطَ عَنِ الْبَاقِينَ .
راجع : "حاشية ابن عابدين" (4/123) ، "حاشية الصاوي" (4/12) ، "منح الجليل" (7/500) ، "الموسوعة الفقهية" (13 / 49) .
ولا شك أن بناء مغسلة لأموات المسلمين لتغسيلهم مما يعين على القيام بهذا الواجب ؛ ولذلك كان بناؤها من أعمال الخير التي يرغب فيها .
ولا نعلم في أجرا معينا ، أو وعدا مخصوصا لمن بنى مثل ذلك ، إلا أن بناء ذلك ، ووقفه صدقة جارية ، مما ينفع صاحبها بعد موته ، ويصل إليه أجره ، إن شاء الله .
عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه قال : ( إِذَا مَاتَ الْإِنْسَانُ انْقَطَعَ عَنْهُ عَمَلُهُ إِلَّا مِنْ ثَلَاثَةٍ : إِلَّا مِنْ صَدَقَةٍ جَارِيَةٍ ، أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ ، أَوْ وَلَدٍ صَالِحٍ يَدْعُو لَهُ ) . رواه مسلم (1631)
قال ابن حزم رحمه الله في المحلى (8/151) : " الصَّدَقَةَ الْجَارِيَةَ , الْبَاقِي أَجْرُهَا بَعْدَ الْمَوْتِ " انتهى .
وقال الشيخ ابن عثيمين في شرح رياض الصالحين (4/13) : " الصدقة الجارية : كل عمل صالح يستمر للإنسان بعد موته " انتهى .
والنصيحة – حتى يتم الأجر إن شاء الله – أن يقوم عليها من له معرفة شرعية صحيحة بتغسيل الموتى وتكفينهم وتجهيزهم .
والله أعلم .
تعليق