الثلاثاء 7 شوّال 1445 - 16 ابريل 2024
العربية

الحكمة من الشرب جالسا

143966

تاريخ النشر : 16-12-2009

المشاهدات : 79083

السؤال

ما الأهمية والحكمة من أن يشرب الشخص الماء جالساً؟

الجواب

الحمد لله.

يجوز للإنسان أن يشرب جالسا وقائما ، والشرب جالسا أفضل ، وهو أكثر حاله صلى الله عليه وسلم ، وقد سبق بيان ذلك في جواب السؤال رقم (21147) .

 قال ابن القيم رحمه الله مبينا آفات الشرب قائما وأهمية الشرب جالسا :

"وللشرب قائما آفات عديدة منها : أنه لا يحصل به الري التام ، ولا يستقر في المعدة حتى يقسمه الكبد على الأعضاء ، وينزل بسرعة وحِدَّة إلى المعدة ، فيخشى منه أن يبرد حرارتها ، ويشوشها ، ويسرع النفوذ إلى أسفل البدن بغير تدريج ، وكل هذا يضر بالشارب ، وأما إذا فعله نادراً أو لحاجة لم يضره ، ولا يُعترض بالعوائد على هذا ، فإن العوائد طبائع ثوانٍ ، ولها أحكام أخرى ، وهى بمنزلة الخارج عن القياس عند الفقهاء" انتهى من "زاد المعاد" (4/229) .
 

وقال الطحاوي رحمه الله : "عن الشعبي قال : إنما أكره الشرب قائما ; لأنه داء . فأخبر الشعبي في هذا المعنى الذي من أجله كان النهي , وأنه لما يخاف منه من الضرر وحدوث الداء لا غير ذلك . فأراد رسول الله صلى الله عليه وسلم بذلك النهي الإشفاق على أمته وأمره إياهم بما فيه صلاحهم , في دينهم ودنياهم , كما قد قال لهم : (أما أنا فلا آكل متكئا) ... فليس ذلك على طريق التحريم منه عليهم , أن يأكلوا كذلك , ولكن لمعنى في الأكل متكئا خافه عليهم .  قال الشعبي " إنما كره الأكل متكئا مخافة أن تعظم بطونهم ". فأخبر الشعبي بالمعنى الذي كره رسول الله صلى الله عليه وسلم من أجله الأكل متكئا , وأنه إنما هو لما يحدث عنه , من عظم البطن . فكذلك ما روي عنه من النهي عن الشرب قائما , إنما هو لمعنى يكون من ذلك , كرهه من أجله , لا غير ذلك " انتهى من "شرح معاني الآثار" (4/274) .

والذي ينبغي للمؤمن أن يتبع هدي النبي صلى الله عليه وسلم وسنته ، سواء عرف الحكمة من ذلك أم لم يعرفها ، ولا حرج عليه أن يسأل عن الحكمة أو يبحث عنها ليزداد إيماناً ، أو ليجادل من ينكر هذه السنة بالتي هي أحسن .

والله أعلم .

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر: الإسلام سؤال وجواب

موضوعات ذات صلة