الحمد لله.
المصاب بانفصام الشخصية له أن يتزوج بشرط إعلام من يريد الزواج منها بمرضه ، وذلك أن كل مرض أو عيب يؤثر على الحياة الزوجية ، أو يوجب نفور الزوجة منه ، يلزم بيانه ويحرم كتمانه .
والجنون من العيوب التي يفسخ بها النكاح عند جمهور الفقهاء ، فلو لم تعلم به المرأة عند العقد ، ثم علمت بعده كان لها الفسخ .
وينظر : المغني (7/ 140) ، الموسوعة الفقهية (16/ 108) .
قال ابن القيم رحمه الله : " والقياس : أن كل عيب ينفر الزوج الآخر منه ، ولا يحصل به مقصود النكاح من الرحمة والمودة : يوجب الخيار " انتهى من "زاد المعاد" (5/166) .
وسئل الشيخ صالح الفوزان حفظه الله : أخي مصاب بالصرع ، ولكن هذا لا يعيقه عن الجماع ، وقد كتب على امرأة ، فهل يجب عليه أن يخبرها بما فيه قبل أن يدخل بها ، أم لا يجب ؟
فأجاب : " نعم ، يجب على كل من الزوجين أن يبين للآخر ما فيه من العيوب الخِلْقية قبل الزواج ، لأن هذا من النصح ، ولأنه أقرب إلى حصول الوئام بينهما ، وأقطع للنزاع ، وليدخل كل منهما مع الآخر على بصيرة ، ولا يجوز الغش والكتمان " انتهى من "المنتقى من فتاوى الفوزان".
والحاصل أن المصاب بالجنون ، أو بغيره من الأمراض ، له أن يتزوج بشرط إعلام من يريد الزواج منها بمرضه .
والله أعلم .
تعليق