الخميس 20 جمادى الأولى 1446 - 21 نوفمبر 2024
العربية

هل يطلق زوجته بسبب والدتها وتأثيرها على ابنتها؟

145060

تاريخ النشر : 07-03-2010

المشاهدات : 17617

السؤال

في البداية أحب أعرِّف ببعض المعلومات عني أنا عمري 29 سنة ، أعمل مهندساً وبشهادة الجميع أنا منظم جدّاً ، وأحب النظافة والهدوء ، ومتزن في تصرفاتي وعقلاني ، وأحب الوضوح والصراحة والحب الحقيقي ، وأكره صداقات المصلحة لكني قد أُستثار بسهولة عندما أعتقد أن شخصاً يحاول الاستخفاف بي أو عدم تقديري ، في الغالب أكظم غيظي وأتجاهل الموضوع ، لكن المشكلة عندما تصدر من خطيبتي التي أعترف بخطئي أنني أعطيتها كل حبي وأمطرت عليها الهدايا بشكل سريع وفي فترة قصيرة . في الحقيقة أنا خاطب وكاتب كتابي على فتاة عمرها 17 سنة ، عقلها وتصرفاتها تكاد تكون بيد والدتها ، بمعنى : أن زوجتي لا تخرج من بيت أهلها ولا تختلط بالناس ، ووالدتها هي المديرة لكل أمورها حتى بعد زواجي منها وهي في بيت أهلها الآن ، وقد اقترب موعد حفل الزفاف ، والدتها تستمع لمكالماتنا الهاتفية ، وتفتش بجوال زوجتي ، وتأمرها بالرد عليَّ بناءً على أفكارها ومعتقداتها ، باختصار : البنت مسلوبة التفكير والإرادة لوالدتها ، حاولت توجيهها ونصحها بعدم إفشاء ما يحدث بيننا ومحاولة تجنب معرفة أهلها لكن لافائدة ، أمامي تُظهر لي عدم إفشاء الأمور ، ولكن أكتشف من حديثي مع والدتها ومن تصرفات خطيبتي لاحقا أنها أفشته ، وتغير قناعتها ورأيها على الذي كنا قد اتفقنا عليه سابقا بناءً على توجيه والدتها للموضوع ، وفي بعض الأحيان تصلني رسائل أكبر من عمرها أعرف أنه تدخل والدتها ، عندما أناقش خطيبتي عنه في الهاتف ترتبك ولا تعرف كيف تتصرف لأن الرسالة ليست من مستوى عقليتها . آسف للإطالة . مشكلتي باختصار : أن البنت عنيدة ، وعصبية – نوعاً ما - ، ولا تحب أن أصارحها بشيء ، وتزعل كثيراً ، ومشاعرها جافة جافة ، ولا تسأل عني ، وفوق هذا : أنها غير متجاوبة ، وتستسلم لأوامر والدتها بالكامل ، وإن والدتها عصبية جدّاً ، وتحقد وتكره من لا يطيعها ، حتى لو أطعتها بـ 99 أمراً وخالفتها في أمر واحد : تحقد عليَّ وتكرهني وتنكد على زوجتي ، وهذا يجعل زوجتي تنظر لي بأنني المتهم في زعل والدتها ، ويزيدها جفافا على جفاف . الآن خطيبتي ( زوجتي ) تقول : إنها تحبني لكن لا تسأل عني ، ولا حتى ترسل لي أي رسالة ، إذا أنا بادرت ترد عليَّ بإجابة على سؤالي دون سؤال عني ، ومن أقل شيء يزعلها مني تصبح عنيدة وجافة في تعاملها معي . هل أطلقها ؟ أم أصبر ويكون لي تصرف معين عندما تصبح في بيتي؟ أم أتخذ معها أسلوباً جديداً ؟ أفيدوني بارك الله فيكم وفي مجهودكم الكريم .

الجواب

الحمد لله.

سنقف معك أخي السائل وقفات نرجو الله أن ينفعك بها :

1. ينبغي أن تعلم أنك لا تتكلم عن زوجة في بيتك وتحت طاعتك ، بل أنت تتكلم عن زوجة قبل الدخول ، وهي الآن تحت مسئولية أهلها ، ولا طاعة لك عليها .

2. واعلم أنك تتصف بصفات قد تكون مرفوضة عندها ، وعند أهلها ، وكذا هي ، ولا يمكنك الحكم باستمرار ما أنت عليه ، ولا ما هي عليه بعد الزواج ، ففي العادة تتغير كثيرٌ من الطباع في الزوجين بعد الالتقاء في بيت واحد ، ويتم الاتفاق – نظريّاً أو عمليّاً – على قواسم مشتركة يعيش في فيئها ويستظل في ظلها الزوجان في بيت الزوجية .

3. ولا تنس أنك متزوج من زوجة تعد صغيرة السن نسبيّاً ، وهو ما يجعل تعلقها بوالدتها أمراً اعتياديّاً ، وفي غالب الأحيان لن يستمر الأمر كذلك إذا صارت عندك في بيتك ، ولذا لا يُستغرب من إخبار والدتها بعلاقتك بها ، وما يجري بينك وبينها ، وقد يكون هذا منها عفويّاً لمجرد إعلام والدتها بسعادتها معك ، وفي أسوأ الحالات أن يكون الأمر تسلطاً من والدتها فعليك أن تتحمله ، فطبائع الناس تختلف ، ومن علِم أحوال الناس واطلع على تصرفاتهم لم يُنكر وقوع هذا ، بل العاقل هو من يتحمله ؛ لأن له أجلاً ينتهي عنده ، وهو دخولها في بيت الزوجية ، بل لا نستبعد أن تتغير علاقة أم زوجتك بك إلى الأحسن ، بل ليس أمامها إلا هذا إن أرادت سعادة ابنتها .

4. والنصيحة لك أخي السائل : أن تكسب قلب أم زوجتك بما تستطيعه من حلو الكلام وجميل الفعال ، فتخصها بهدية ، وتتلطف معها بالكلام ، ومن شأن ذلك أن تصير سعيداً مع ابنتها لما للأم من تأثير عظيم في توجيه ابنتها وخاصة إن كانت صغيرة السن وقليلة التجربة ، كما هو حال زوجتك .

5. ينبغي أن تعجِّل الزواج ، ولا تؤخره ؛ حتى لا يحصل من المشادات بينك وبين أهلها ، أو بينك وبين زوجتك ما يؤخر الزواج ، أو – لا قدَّر الله – يلغيه .

6. قول زوجتك لك " إنها تحبك " مما ينبغي أن تأخذه على محمل الجد وتعطيه أهميته ، وهو يعني أن أمها ليس لها تأثير عليها لبغضك أو كراهيتك ، وهذا أمر مهم في قصتك معها ومع أمها ، ولذلك يظهر لنا أنك غير مصيب بقولك : "أعترف بخطئي أنني أعطيتها كل حبي وأمطرت عليها الهدايا بشكل سريع وفي فترة قصيرة" بل ما فعلته هو الصواب ، وينبغي أن تزيد من حبك لها ، وأن تكثر من كسب قلبها بكثرة الهدايا ، وتجعل لأمها نصيباً من تلك الهدايا .

7. لا يوجد أم عاقلة لا تريد السعادة لابنتها ، أو تحب لابنتها العنوسة والبقاء في وجهها في البيت ، فلا تظنن طرفة عين أن ما تفعله الأم معك هو لصد ابنتها عن التزوج ، بل إن زفاف الابنة ومفارقتها لأهلها مع زوجها هو غاية منشودة لكل أبوين عاقلين .

8. وأخيراً : لا ننصحك بالطلاق ، ولا نراه حلاًّ لمشكلتك ، بل سيصير مشكلة ، فأنت لم تجربها زوجة ، ولا أمّاً ، بل تعاملت معها وهي محكومة في بيت أهلها ، فمن أين لك أن تحكم على زواجك بالفشل ، أو تحكم عليها بعدم صلاحيتها شريكة لك في حياتك ؟! فاصبر على هذه الفترة من حياتك معها ، وغيِّر من طريقتك في التعامل مع أمها ، ولا تؤاخذ زوجتك على ما تفعله في بيت أهلها مما لا ترضاه منها ، وأسرع في إخراجها لبيتك .

ونسأل الله لك التوفيق والسداد .

 والله أعلم

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر: الإسلام سؤال وجواب