الجمعة 21 جمادى الأولى 1446 - 22 نوفمبر 2024
العربية

طلقها خوفا من إبلاغها الشرطة وسجنه فهل يقع طلاقه

145240

تاريخ النشر : 15-02-2010

المشاهدات : 9478

السؤال

أنا مسلم سويدي وولدت مسلما والحمد لله وكنت طوال عمري متعلما ومهذبا وأخاف الله ولم أزن قط أو أرتكب شيئا مما حرم الله بالرغم من أنني أعيش في مجتمع كافر. وقد نشأت وسط أسرة غير منضبطة فوالداي لا يثقان في بعضهما البعض . ويمارسان العنف ضدي فأبي يضربني حتى أدمي وربما وضع رأسي في الثلج ليعذبني وقد سبب لي هذا شعوراً بالخوف من الناس وعدم تصديقهم . كما أنني أكره الزنا والكذب . وزوجتي امرأة مسلمة سويدية أيضا وقد أسلمت مؤخرا (منذ عامين فقط) وقد طلقتها ثلاث مرات مختلفات ولكنني لا أعرف إذا ما كانت محرمة علي الآن أم لا؟ ولكنني سأشرح الأمر لكم وآمل في مساعدتكم . تغيرت زوجتي تغيرا جذريا في السنوات الأربع الأخيرة فقد مرضت فجأة منذ أربع سنوات بمرض خطير يقوم بتدمير الجسد وإضعافه وهو مرض مزمن . وأعيش معها وأشعر أياما أنني في حالة جيدة وأياما أخرى أشعر أنني لا أقدر علي تحريك أصابعي . ولكنني دائما أشعر بالتعب وأتناول في اليوم أكثر من 20 قرص دواء لبقية حياتي . ومرضي يشعرني بالإرهاق ويسبب لي إغماء واكتئاب وقلق وتغييرات في الشخصية وتغيرات عاطفية وأرق وثقل في القدم ورعشة وضعف . وبسبب هذا المرض بدأت أعاني من مرض نفسي واكتئاب حاد وخوف دائم وشك دائم وأفكار سلبية دائمة تجاه الجميع وأي شيء حتى تجاه الله سبحانه وتعالي وفي بعض الأحيان أقول أشياء سيئة عن الله في نفسي ولا أستطيع التخلص من هذه الأفكار السيئة كما أنني لا أتلفظ بهذه الأفكار وإنما لا تتجاوز التفكير بها كما أنه ليس لي أصدقاء لأنني لا أصدق الناس ولا أثق بهم وأظن أن جميع الناس يكرهونني . ودائما ما أشك في نفسي إذا ما كنت مسلما أو كافرا . وهناك بعض الشيوخ يقولون إنني تعرضت للسحر أو مس من الجن . أصبحت حياتي جحيما أصبحت مريضا نفسيا وجسديا وفكريا وعاطفيا وكئيبا ولهذا فقدت وظيفتي ومالي وأصدقائي وانتهى بي الأمر أن أصبحت وحيدا حتى إنني في بعض الوقت لم أكن أقدر علي أن أطهو الطعام لنفسي . وفي يوم من الأيام قابلت الملاك (زوجتي) التي أرسلها الله سبحانه وتعالي لي ليعطيني أملا في الحياة ولتساعدني علي مواجهة المرض والحياة . وقد شكرت الله تعالي علي أن وهبني إياها ولم أكن أتوقع ذلك خاصة بعد أن أصبحت حطاما (مريضا وفقيرا ووحيدا) . ولكنني لم أحافظ علي رزق الله لي لأنني لم أكن في حالة جيدة وخسرت أفضل شيء في حياتي وهي زوجتي ولكنني لا أدري لماذا خسرتها وكيف خسرتها؟ فقد بدأت أشك فيها وأخافها . وبدون سبب كنت أقوم بالليل وتأتيني أفكار غريبة عنها . كما كنت أتشاجر معها كثيرا بدون سبب فقد كان صوتا ما يأتيني في رأسي ويملأها بالأفكار السيئة تجاه زوجتي ويجعلني أظن أنها كاذبة غير صادقة . وكنت سريعا ما أفقد السيطرة علي نفسي وأصبح عنيفا إذا ما رأيت منها خطأ . ثم بدأت فجأة أرتعش وتضعف قدماي وأفكر في أشياء غريبة ولا أستطيع التكلم بشكل طبيعي وأبني قصصا من وحي خيالي وبدأت أتحدث لنفسي . وبدأت أكتئب وأخاف وأكرر كلمات لا أعرف معناها ولا أدري لماذا؟ كما أنني أتخيل صورا غريبة عن الزنا والأفعال المحرمة كنت قد رأيتها في الصغر . وبدأت أصبح عنيفا جدا تجاهها وأضربها بسبب شكوك باطلة ولا أقدر أن أتمالك نفسي عن ضربها وأقسم بالله أنني لا أقصد هذا وكنت أبكي كثيرا بعدها . 1- الطلاق الأول : إنني رجل شكاك جدا سألتها يوما إذا ما كانت ارتكبت الزنا قبل أن تكون مسلمة ؟ فقالت : نعم . فشغل الأمر تفكيري طوال الوقت حتى كانت ليلة لم أطق فيها ذلك وبدأت أفكار الزنا تعاودني حتى غضبت وأنا على السرير وبدأت أرتعش وأعرق وأردد كلمات غريبة قاسية وأضرب في السرير وفي الحائط . وجاءني صوت يقول لي طلقها ولم تكن حائضا في هذا الوقت ولكنها بعد ذلك قالت إنها كانت حائضاً ولم تصل فجر هذا اليوم بسبب الحيض وقال إن الطلاق في الحيض لا يقع . ولكنني في شك من الأمر وأخاف أن يكون واقعا . 2- الطلاق الثاني : كنت هادئا وطلبت مني أن أطلقها وطلقتها وأرى أن هذه الطلقة تعد . 3- كان الطلاق الثالث بعد خلاف بسبب الشك وبسبب هذا الشعور الغريب وغضبت غضبا جعلني أفكر في أشياء غريبة ولكنني لم أستطع السيطرة علي نفسي أو أن أعرف لماذا فعلت ذلك أو قلت ذلك. ثم بعد ذلك بدأت تخاف وتغضب وأرادت تركي وعندما حاولت منعها أخبرت والدها أن يخبر الشرطة لأجلي لتخبرهم أنني كنت أضربها . وبذلك تقوم الشرطة السويدية بسجني ولا أستطيع أخذ علاجي وأدفع غرامة 200.000 كرونا سويدية وتدمر حياتي ومستقبلي وأعرف أنني كنت سيئا بضربي إياها ولكنني لم أتمالك نفسي وقد حاولت فلم أستطع ثم بعد ذلك سألت شيخا عما أفعل فساءني برده وقال لي إنني يجب أن أطلقها نزولا علي رغبتها وإلا ستخبر الشرطة . فاتصلت بها مباشرة وأخبرتها أني آسف ولم أقصد وأن لا تؤذيني (أن لا تبلغ الشرطة) وأنني على استعداد لطلاقها الآن على أن لا تؤذيني وتلفظت بكلمة الطلاق خوفا منها ومن أسرتها أن يخبروا الشرطة فقد كنت مكرها خوفا من تدمير حياتي. ولكنني والله لم أكن أريد الطلاق لأنني أحبها كثيراً وأحتاجها فبدونها يمكنني أن أموت لأنها الشخص الوحيد الذي يساعدني ويطعمني ويقدم لي الدواء ويعتني بصحتي . كما أنني لا أطيق البقاء في المستشفى أو تأجير أحد يساعدني ويعتني بي .

الجواب

الحمد لله.

أولا :

نسأل الله تعالى لك الشفاء والعافية والمعافاة الدائمة في الدين والدنيا ، ونوصيك بقراءة القرآن ، والمحافظة على الأذكار ، واستعمال الرقية الشرعية ، ومراجعة الأطباء وعدم اليأس ، فإن الله لم ينزل داء إلا أنزل له شفاء .

واعلم أن من رحمة الله تعالى أنه لا يحاسب العبد على الوساوس والخواطر ، كما قال صلى الله عليه وسلم : (إِنَّ اللَّهَ تَجَاوَزَ عَنْ أُمَّتِي مَا حَدَّثَتْ بِهِ أَنْفُسَهَا مَا لَمْ تَعْمَلْ أَوْ تَتَكَلَّمْ) روى البخاري (5269) ومسلم (127) .

فما دمت كارها لهذه الوساوس فلا إثم عليك ، ولك الأجر في كراهتها وإنكارها .

ثانيا :

الطلاق في الحيض لا يقع عند بعض أهل العلم ، وهو قول شيخ الإسلام ابن تيمية ، وبه كان يفتي الشيخ ابن باز والشيخ ابن عثيمين ، رحمهم الله ، وينظر جواب السؤال رقم (72417) .

ثالثا :

إذا أُكره الرجل على الطلاق بإلحاق الأذى ببدنه أو ماله ، أو بالتهديد بذلك من شخص قادر يغلب على الظن أنه سينفذ ما هدده به ، لم يقع طلاقه حينئذ .

قال في "زاد المستقنع" : " ومن أُكره عليه ظلما بإيلام له أو لولده ، أو أخذ مال يضره ، أو هدده بأحدها قادر يظن إيقاعه به فطلق تبعا لقوله لم يقع " انتهى .

وعليه ؛ فإن كان يغلب على ظنك أن زوجتك ستنفذ تهديدها وتقوم بإبلاغ الشرطة الذي يترتب عليه سجنك وفرض الغرامة عليك ، ولم تجد وسيلة لتفادي ذلك إلا بالطلاق ، فطلقتها ، فإن الطلاق لا يقع ؛ لأنه طلاق تحت الإكراه .

قال ابن القيم رحمه الله تعالى : "أفتى الصحابة بعدم وقوع طلاق المكره وإقراره ، فصح عن عمر أن رجلاً تدلى بحبل ليشتار عسلاً [ أي : ليأخذ عسلا من الجبل] فأتت امرأته فقالت : لأقطعن الحبل أو لتطلقني ، فناشدها الله فأبت فطلقها ، فأتى عمر فذكر له ذلك فقال له : ارجع إلى امرأتك ، فإن هذا ليس بطلاق . وحكي عدم الوقوع عن علي وابن عمر وابن الزبير رضي الله عنهم" انتهى من "زاد المعاد" (5/208) .
 رابعا :

قد أخطأت بسؤالك زوجتك عما اقترفته في ماضيها ، فإن هذا شيء ستره الله عنك فلم تفتش وتبحث عنه ؟ والزوجة لا يلزمها أن تخبرك ، بل لا يجوز لها أن تفضح نفسها ، وعليها أن تستعمل التورية ، بل لها أن تكذب إن لم تنفع التورية .

وينبغي أن تعتذر إلى زوجتك ، وأن تبين لها خروج هذه التصرفات عن إرادتك ورغبتك ، وأن تتخذ الوسائل التي تحول بينك وبين ضربها وإيذائها ، وأن تقدّر نعمة الله تعالى في صبر هذه الزوجة ورعايتها لك .

نسأل الله تعالى أن يشفيك ويعافيك ويوفقك لما يحب ويرضى .

والله أعلم .

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر: الإسلام سؤال وجواب

موضوعات ذات صلة