الحمد لله.
نبارك لك ما منَّ الله به عليك من الهداية للإسلام ، فهو النعمة العظمى التي لا يعدلها شي ، ونذكرك بقول النبي صلى الله عليه وسلم : (بَدَأَ الْإِسْلَامُ غَرِيبًا ، وَسَيَعُودُ كَمَا بَدَأَ غَرِيبًا ، فَطُوبَى لِلْغُرَبَاءِ ). رواه مسلم (145)
فطوبى لك الغربة التي تعيشينها بين أهلك وفي بلدك .
واعلمي أن سلوك طريق الإيمان يحتاج إلى صبر وثبات كما قال تعالى : (أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ * وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ).
ومن أنواع الفتن ما يسمعه الإنسان من ألوان الأذى ممن حوله لرده عن دينه وتثبيطه عنه بشتى أنواع الضغوط ، كما قال سبحانه وتعالى : ( لَتُبْلَوُنَّ فِي أَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ وَلَتَسْمَعُنَّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا أَذًى كَثِيرًا وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الأُمُورِ) .
وينظر جواب السؤال (2644) .
ومما ننصحك به :
1- الرفق في التعامل مع أهلك ، بالقول الحسن والحلم والصفح عما بدر منهم ، وإظهار النصح والشفقة عليهم ، مع الدعاء لهم بالهداية للدين الحق .
وليس من الحكمة في الوقت الراهن أن تظهري أمامهم ما يسبب إغاظتهم وإيذاءهم لك ، وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يأمر بعض من أسلم من أصحابه بكتمان إسلامه إذا خشي عليه الأذى .
2- وقت الصلاة وقت موسع يمتد في الغالب إلى دخول وقت الصلاة الثانية ، ولذلك فعليك أن تتعرفي من خلال برنامج الأذان عندك : متى يبدأ وقت كل صلاة ، ومتى ينتهي ، وحاولي أن تختاري الوقت المناسب للصلاة فيما بين وقت البداية ووقت النهاية ؛ ونعتقد أن وقت صلاة الفجر سوف يكون مناسبا لك ، وسوف يكون المجال مفسوحا لك في الغالب ، لأنه وقت نوم عندهم ، وهكذا وقت صلاة العشاء أطول من غيره ، وفي عامة الأوقات : عليك أن تترقبي أوقات خلو المنزل ، أو انشغال الموجودين فيه ، أو نومهم ونحو ذلك ، ولو أدى الأمر لتأخير الصلاة عن أول وقتها الذي هو أفضل الأوقات .
3- لا يجوز لمن دخل في صلاة الفرض أن يقطعها إلا لوجود عذر ، وإذا كان علم أمك بصلاتك سيسبب لك ضرراً فلا حرج عليك من قطع الصلاة لتدفعي غضبها وأذاها ، ثم أعيدي صلاتك بعد ذلك إذا مشت ، وحاولي أن تتلطفي في تعريفها أنك في مثل هذه الهيئات تكونين في صلاة ، وأنه لا يجوز لك أن تقطعي صلات إذا دخلت فيها حتى تكمليها .
وانظري جواب السؤال (65682) .
5- من الرخص الشرعية الثابتة بالسنة النبوية جواز الجمع بين صلاتي الظهر والعصر ، والمغرب والعشاء ، في وقت إحداهما عند وجود الحرج والمشقة من أداء كل صلاة في وقتها ؛ فإذا استدعى الأمر أن تجمعي بين صلاتين ، تفاديا لما قد يحدث لك من أذى أو مشكلات : فلا مانعي أن تفعلي ذلك أحيانا ، حتى يعتادوا على ترك التعرض لك في صلات وعبادتك ، وييأسوا من ردك عن دينك .
نسأل الله أن يشرح صدرك ، وأن يثبتك على الهدى والدين الحق .
والله أعلم .
تعليق