الاثنين 24 جمادى الأولى 1446 - 25 نوفمبر 2024
العربية

هل يجب عليها السكن مع والدتها لخدمتها ؟

146393

تاريخ النشر : 13-05-2010

المشاهدات : 9362

السؤال

أمي مريضة مرضا مزمنا يجعل حركتها بطيئة جدا ، بحيث تحتاج إلى رعاية خاصة ، ولي ثلاثة إخوة ذكور ، أحدهما أعزب مقيم مع أمي ، والاثنان المتزوجان مقيمان بالبيت ، وحاليا مسافران بالخارج ، وزوجة أحدهما مع أمي ، ومعها أولادها الصغار ، والأخرى بأولادها عند أمها في غياب زوجها المسافر . فهل خدمة أمي واجبةٌ عليَّ ، وأن أترك بيتي وأقيم مع أمي لخدمتها ، علما بأنني صحيا لا أستطيع التوفيق بين متطلبات منزل الزوجية وخدمة أمي ، خاصة وأني موظفة ، أم أصل رحم أمي فقط بما أستطيع لها من خدمة بقدر المستطاع فقط ، وأكون غير مذنبة ؟

الجواب

الحمد لله.

حق الوالدين من الحقوق العظيمة في الإسلام ، قرنه الله عز وجل بحقه في كتابه الكريم ، وما زال نبينا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم يوصي به وصية خير وكرامة .

ولذلك نص العلماء رحمهم الله على وجوب رعاية الوالدين ، ووجوب خدمتهما في كل حال ، خاصة في حال الضعف والكبر والمرض .

جاء في " الفتاوى الهندية " (5/348) (حنفي) :

"إذا كان لرجل أو لامرأة والدان كافران : عليه نفقتهما ، وبرهما ، وخدمتهما ، وزيارتهما ، فإن خاف أن يجلباه إلى الكفر إن زارهما جاز أن لا يزورهما" انتهى .

وقال السفاريني رحمه الله :

"من حقوقهما : خدمتهما إذا احتاجا أو أحدهما إلى خدمة" انتهى .

"غذاء الألباب" (1/390) .

وقال النفراوي المالكي رحمه الله :

"وكما يلزم الولدَ الموسر نفقةُ أبويه الفقيرين يلزمه نفقة خادمهما ، وظاهره وإن كانا غير محتاجين إليه ، نعم ، يظهر أنه يلزمه اتخاذ خادم لهما إن احتاجا إليه ، وكذا يلزم الولد نفقة خادم زوجة أبيه" انتهى .

"الفواكه الدواني" (2/69) .

غير أن ذلك لا يوجب على المرأة المتزوجة أن تترك بيتها وزوجها لتعيش مع والدتها المحتاجة إلى خدمتها ، فالزوجة راعية في بيت زوجها ومسؤولة عن رعيتها .

وقد ذكرت أن أخاك وزوجة أخيك يسكنان مع والدتك فإن كانا يقومان بخدمتها فقد حصل المقصود .

وإن كانت خدمتهما لا تكفي ، فالواجب عليكم استئجار خادمة لتقوم على رعايتها وخدمتها، ولا يلزمك أن تقومي بذلك بنفسك ، لا سيما وقد ذكرت أنك لا تستطيعين ذلك .

وعلى كل حال .. ينبغي أن تسعي بخدمتها بنفسك بقدر الاستطاعة ، فحق الأم عظيم ، وبرها والإحسان إليها من أعظم الواجبات .

وينبغي لزوجك أن يقدر ذلك ويتغاضى عن بعض التقصير الذي سيقع منك في بيتك بسبب رعايتك لأمك ، فمثل هذه الظروف الطارئة ينبغي للجميع أن يشتركوا في تحملها ، محتسبين الأجر والثواب عند الله تعالى .

ولا يدري الإنسان ، فلعله يصل إلى مثل هذه الحال فيحتاج من يقوم على خدمته .

ونسأل الله تعالى لكم التوفيق والسداد

والله أعلم .

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر: الإسلام سؤال وجواب