الأحد 23 جمادى الأولى 1446 - 24 نوفمبر 2024
العربية

هل يدرِّس الطلاب خلاف ما عندهم في منهجهم الدراسي؟ونصيحة بكتب علمية وتربوية

146522

تاريخ النشر : 28-03-2010

المشاهدات : 10040

السؤال

أنا معلم قرآن في أحد المساجد - مرحلة ابتدائية - أقدم أسبوعيّاً درساً تربويّاً وعلميّاً ، ولكن عندما أطرح مسائل فقهية في الصلاة أو غيرها : أجد أن المناهج التعليمية تنص على قول ما وأنا آخذ بقول عالم يخالف هذا القول ، هل أقدِّم ما أعمل به ؟ أم أقول لهم بما يكون لديهم في المناهج الدارسية ، بحيث لا يكون هناك لبس على الطالب - مع أن بعض الأعمال سنَّة - ؟ . وماذا تنصحونني به من كتب ومراجع علمية وتربوية ، بحيث إنني أزداد علماً شرعيّاً ومعرفة بالواقع التربوي ؟ . أثابكم الله ، ونفع بعلمكم ، وأشهد الله على حبكم فيه .

الجواب

الحمد لله.

أولاً:

أحبك الله الذي أحببتنا من أجله ، ونسأله تعالى أن يثيبك على ما تقدم من خير وعلم وتربية للطلاب ، وخاصة وهم في المرحلة الابتدائية ، مرحلة التأسيس ، وسن الحفظ ، فاستثمار ذلك من خير ما ينشغل به الدعاة والمصلحون .

وننصحك بنصيحة غالية من الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله موجهة لك ولأمثالك من معلمي التلاميذ في سن مبكرة ، إذ يقول :

إن على المعلِّم أن يتقي الله تعالى في نفسه ، وفيمن ولاَّه الله عليهم من التلاميذ ، وأن يحرص غاية الحرص أن يتمثل أمامهم بالأخلاق حتى يكون قدوة صالحة  ( ومن سنَّ في الإسلام سنّةً حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة ) – رواه مسلم - .

وإنني أقول للمعلِّمين : إن عند التلاميذ ملاحظة دقيقة عجيبة على صغر سنِّهم ، إنَّ المعلم إذا أمرهم بشيء ثم رأوه يخالفهم فيما أمرهم به : فإنهم سوف يضعون علامات الاستفهام أمام هذا المعلم ، كيف يعلِّمنا شيئاً ويأمرنا به وهو يخالف ما كان يعلمنا ويأمرنا به ، لا تستهن يا معلماً بالتلاميذ حتى ولو كانوا صغاراً ؛ فعندهم أمر الملاحظة من الأمور العجيبة .

" كتاب العلم " ( ص 110 ) .

ثانياً:

المناهج التعليمية في المملكة العربية السعودية قائمة على العلم الشرعي ، ومرجع المسائل المتبناة إلى الأدلة من الكتاب والسنَّة ، والذي قام على تأليفها علماء ثقات أجلاء ، فلهذا ، ولكون الطلاب في المرحلة الابتدائية ، ولكون المسائل من الفروع الفقهية ، ولكونها في غير الفرائض والمحرمات : لا نرى لك أن تذكر شيئاً من المسائل مخالفاً لما هو عندهم في مناهجهم ؛ لما سيسببه ذلك من إرباك عندهم ، وخلط بين ما يسمعونه منك ، ويسمعونه من أستاذهم في المدرسة ، وعقول هؤلاء في هذه السن لا تحتمل مثل هذا التضاد ، وليسوا هم على ضلال حتى ترى أنه يجب عليك إخبارهم بما تتبناه من مسائل ، وليس ما تتبناه أصلاً من اليقين الذي لا شك فيه أو خلاف حوله ، فنرى أنه يسعك عدم إخبارهم ما تراه مخالفاً لما عندهم من المناهج ، وليس هذا من كتم العلم بحال ، بل هو من حسن الرعاية للناس ، وسياسة أمورهم في العلم والدين ، ومراعاة أحوالهم ومصلحتهم .

ثالثاً:

إذا أردت الوصية بكتب علمية تزداد منها علماً مؤصَّلاً : فعليك بكتب السلف الصالح من المتقدمين ، ونوصيك – على وجه الخصوص – بكتب شيخ الإسلام ابن تيمية وابن القيم رحمهما الله ؛ ففيه خير عظيم وعلم نافع .

قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين – وهو الخبير بكتب الشيخين رحمهما الله - :

يجب على طالب العلم أن يحرص على الكتب الأمهات الأصول دون المؤلفات حديثًا ؛ لأن بعض المؤلفين حديثًا ليس عنده العلم الراسخ ، ولهذا إذا قرأت ما كتبوا تجد أنه سطحيّ ، قد ينقل الشيء بلفظه ، وقد يحرِّفه إلى عبارة طويلة لكنها غثاء .

فعليك بالأمهات كتب السلف ؛ فإنها خير وأبرك بكثير من كتب الخلف ؛ لأن غالب كتب المتأخرين قليلة المعاني ، كثيرة المباني ، تقرأ صفحة كاملة يمكن أن تلخصها بسطر أو سطرين ، لكن كتب السلف تجدها هينة ، لينة ، سهلة ، رصينة ، لا تجد كلمة واحدة ليس لها معنى .

ومِن أجلِّ الكتب التي يجب على طالب العلم أن يحرص عليها : كتب شيخ الإسلام ابن تيمية ، وتلميذه ابن القيم ، رحمهما الله .

" كتاب العلم " ( ص 68 ، 69 ) .

وأما الكتب التربوية : فننصحك بالكتب بما يأتي :

1. كتاب " علم النفس الدعوي " دراسات نفسية تربوية ، للدكتور عبد العزيز بن محمد النغيمشي .

2. كتاب " الدليل العملي للمعلمين والمعلمات " للدكتور راشد بن حسين العبد الكريم .

3. كتاب " أسس التربية الإسلامية في السنة النبوية " للدكتور الدكتور عبدالحميد الزنتاني .

4. كتاب " تربية المراهق في رحاب الإسلام " محمد الناصر وخولة درويش .

والله أعلم

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر: الإسلام سؤال وجواب