الخميس 20 جمادى الأولى 1446 - 21 نوفمبر 2024
العربية

تعاني من تربية أولادها غير الشرعيين

السؤال

مضت على علاقتي مع زوجي ما يقارب 20 سنة. عندما قابلته أول مرة لم أكن مسلمة ثم أسلمت بعد ذلك بمدة طويلة ، لذلك فلدي منه أربعة أولاد قبل أن أسلم ، بل قبل أن أتزوج به، فقد كانت علاقتنا مجرد صداقة فقط ، وقد قرأت مؤخراً أن الأولاد الذين يأتون عن غير طريق الزواج أن فيهم مقداراً من الشر. فهل هذا صحيح ؟ وما العمل لإصلاح الوضع ؟ المشكلة الثانية هي أن زوجي لم يكن ملتزماً ، بل كان مدمناً على شرب الخمر، الأمر الذي أثر كثيراً على تربية الأولاد ، ومن أبرز هذه النتائج أنهم لم يعتادوا الذهاب لصلاة الجمعة مع أنهم فوق سن السادسة عشرة ، وقد حاولت جاهدة أن أوجههم ، ولكنني ما زلت أجد صعوبة في ذلك ، فما العمل ؟

الجواب

الحمد لله.

الولد الناشئ عن الزنا ، لا ذنب له ، ولا إثم يلحقه من جريمة من اقترف الزنا ، وقضية صلاحه أو انحرافه ترجع إلى عوامل كثيرة أهمها حسن تربيته ، فإن لقي التربية الحسنة ، ولم يلق من المجتمع صدودا ولا تعييرا له ، كان أقرب إلى الاستقامة كغيره من الأولاد .

وإنما يكثر الانحراف في أولاد الزنا لأنهم لا يلقون في الغالب رعاية ولا اهتماما ، ويجدون من الناس صدودا ونفورا ، فتتخطفهم أيادي أهل الشر والانحراف .

والتربية أمر يحتاج إلى صبر وبذل ، وكم من أسرة تعاني من مشاكل التربية ، لا سيما عند دخول الأبناء فترة المراهقة ، ولا سيما عند إهمال الأب أو بعده أو انحرافه .

فوصيتنا لك أن تتحلي بالصبر والأناة ، وأن تحيطي أولادك بالعطف والمحبة ، وأن توفري لهم البيئة الصالحة والصحبة المستقيمة ، وأن تسعي لإشغال فراغهم بالأمور النافعة ، وربط قلوبهم بالمسجد أو المركز الإسلامي ، وترغيبهم في القراءة وتحصيل العلم ، وتقوية إيمانهم بالمحافظة على الأذكار وقراءة القرآن ، واستغلال مواسم الطاعات كرمضان ، مع كثرة الدعاء والالتجاء إلى الله تعالى أن يهديهم ويصلح حالهم .

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( ثَلَاثُ دَعَوَاتٍ مُسْتَجَابَاتٌ لَا شَكَّ فِيهِنَّ : دَعْوَةُ الْمَظْلُومِ ، وَدَعْوَةُ الْمُسَافِرِ ، وَدَعْوَةُ الْوَالِدِ عَلَى وَلَدِهِ ) .
رواه الترمذي ( 1905 ) وأبو داود ( 1563 ) وابن ماجه ( 3862 ) ، وصححه الألباني في " صحيح الترمذي " .
قال العظيم آبادي رحمه الله : " ( دعوة الوالد ) أي : لولده ، أو عليه ، ولم يذكر الوالدة ؛ لأن حقها أكثر ، فدعاؤها أولى بالإجابة " انتهى من "عون المعبود" ( 4 / 276 ) .
 

وينبغي أن تعملي على صلاح زوجك واستقامته ، ليشارك في التربية والتوجيه ، وليكن عنايتكما بأعظم الفرائض وهي الصلاة ، فإن الصلاة عماد الدين ، ولا حظ في الإسلام لمن ترك الصلاة.

نسأل الله تعالى أن يقر عينك بصلاحهم واستقامتهم أجمعين .

والله أعلم .

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر: الإسلام سؤال وجواب