الحمد لله.
أولا :
لا حرج فيما ذكرت من ربط الجماع بوقت الفجر ، قبله أو بعده ، لإعانة أهلك على أداء الصلاة في وقتها ، فهذه نية صالحة ، لكن ينبغي مراعاة ما للزوجة من حق في الاستمتاع وقضاء الوطر ، وقد يكون في إيقاظها لذلك ما يقلل رغبتها ، ولا يحقق حاجتها ، فيلزم مراعاة ذلك حينئذ.
ثانيا :
على الزوج مسئولية كبيرة تجاه زوجته ، بحملها على الخير ، وتجنيبها للشر ، ووقايتها من أسباب الهلاك والبوار . قال تعالى : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلائِكَةٌ غِلاظٌ شِدَادٌ لا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ ) التحريم/6 .
وعَنْ ابْنِ عُمَر رضي الله عنهما عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ : (أَلا كُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ ........... وَالرَّجُلُ رَاعٍ عَلَى أَهْلِ بَيْتِهِ وَهُوَ مَسْئُولٌ) رواه البخاري (7138) ومسلم (1829) .
وروى البخاري (7151) ومسلم (142) عن مَعْقِلَ بْنَ يَسَارٍ الْمُزنِيَّ رضي الله عنه قال سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : (مَا مِنْ عَبْدٍ يَسْتَرْعِيهِ اللَّهُ رَعِيَّةً يَمُوتُ يَوْمَ يَمُوتُ وَهُوَ غَاشٌّ لِرَعِيَّتِهِ إِلا حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ) .
والصلاة هي أعظم أركان الإسلام بعد الشهادتين ، والمتهاون فيها على خطر عظيم ، كما قال تعالى : (فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا) مريم/59
وإذا كانت زوجتك تنام عن صلاة الفجر في بعض الأيام ، فالواجب أن تنبهها وتوقظها ، وتبذل الأسباب في ذلك ، من بيان حكم التفريط في الصلاة ، والترغيب في فعلها ، وضرورة أن يتعاون الزوجان على الخير ، والبعد عما يوجب الإثم .
وقد مدح النبي صلى الله عليه وسلم من يوقظ زوجته لقيام الليل بنضح وجهها بالماء ، فكيف بإيقاظها للفريضة .
كما روى أحمد (7404) وأبو داود (1308) والنسائي (1610) وابن ماجه (1336) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : (رَحِمَ اللَّهُ رَجُلًا قَامَ مِنْ اللَّيْلِ فَصَلَّى وَأَيْقَظَ امْرَأَتَهُ ، فَإِنْ أَبَتْ نَضَحَ فِي وَجْهِهَا الْمَاءَ ، رَحِمَ اللَّهُ امْرَأَةً قَامَتْ مِنْ اللَّيْلِ فَصَلَّتْ وَأَيْقَظَتْ زَوْجَهَا فَإِنْ أَبَى نَضَحَتْ فِي وَجْهِهِ الْمَاءَ) والحديث صححه الألباني في صحيح أبي داود.
فهذا من وسائل الإيقاظ .
ومن ذلك : دعوتها للنوم المبكر ، وتحذيرها من السهر .
وليكن نصحك لها بالرفق واللين ، فإن الرفق لا يكون في شيء إلا زانه . وكافئها وشجّعها إذا صلت ، وذكِّرها بأن الصلاة هي مفتاح السعادة والتوفيق ، وسبب من أسباب سعة الرزق وهناءة العيش ، فإذا أثمر ذلك وأنتج صلاح حالها ، فهذا هو المطلوب ، وهو ما نرجوه ونحبه لها ، وإذا استمرت في تقصيرها ، فلا مانع من اللجوء إلى الشدة في الإنكار أحياناً ، كهجرها لذلك ، حسب ما يحقق المصلحة ، فقد تكون الشدة أحياناً هي المصلحة والحكمة ، كما قال القائل :
قسا ليزدجروا ومن يك حازماً ... فليقس أحياناً على من يرحم
والمقصود من ذلك كله هو إصلاحها ، ولذلك نوصيك بالصبر عليها ، وعدم الضجر ، قال تعالى : ( وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا ) طـه/132 .
نسأل الله لنا ولك التوفيق والسداد .
والله أعلم .
تعليق