الحمد لله.
هذا الحديث رواه ابن سعد في "الطبقات" (7/423) وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (4 / 531) والبيهقي في "شعب الإيمان" (1461) والقضاعي في "مسند الشهاب" (1423) وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" (6443) والآجري في "أدب النفوس" (16) وابن بشران في "الأمالي" (153) والدقاق في "مجلس في رؤية الله" (153) وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (4/123) وابن الجوزي في "ذم الهوى" (ص 38) ، كلهم من طريق سعيد بن سنان الكندي أبو مهدي ، عن أبي الزاهرية ، عن جبير بن نفير ، عن ابن البجير رضي الله عنه ، وكان من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ، أن النبي صلى الله عليه وسلم أصابه يوما جوع ، فوضع حجرا على بطنه ، ثم قال : ( ألا رب نفس طاعمة ناعمة في الدنيا ، جائعة عارية يوم القيامة ، ألا رب نفس جائعة عارية في الدنيا ، طاعمة ناعمة يوم القيامة ، ألا رب مكرم نفسه وهو لها مهين ، ألا رب مهين لنفسه وهو لها مكرم ، ألا رب متخوض ومتنعم فيما أفاء الله على رسوله ، ما له عند الله من خلاق ، ألا وإن عمل الجنة حزنة بربوة ، ألا وإن عمل النار سهلة بشهوة ، ألا يا رب شهوة ساعة أورثت صاحبها حزنا طويلا ) .
وهذا إسناد ضعيف جدا ، بل موضوع ، وآفته سعيد بن سنان أبو مهدي الحمصي .
قال ابن معين : ليس بثقة ، وقال الجوزجاني : أخاف أن تكون أحاديثه موضوعة ، لا تشبه أحاديث الناس . وقال أحمد بن صالح المصري : منكر الحديث . وقال دحيم : ليس بشيء ، وقال البخاري : منكر الحديث ، وقال النسائي : متروك الحديث ، وقال ابن عدي : عامة ما يرويه غير محفوظ ، وقال ابن حبان : منكر الحديث لا يعجبني الاحتجاج بخبره ، وقال المروزي عن أحمد : ليس بشيء ، وقال الدارقطني : حمصي يضع الحديث .
راجع : "الضعفاء الصغير" للبخاري (ص 52) – "تهذيب التهذيب" (4 / 41) – "ميزان الاعتدال" (2 / 143) – "الجرح والتعديل" (4 / 28) – "المجروحين" (1 / 322) – "الكاشف" (1 / 438) – "المغني في الضعفاء" (1 / 261) – "الكامل" (3 / 359) .
والحديث ذكره الألباني في "الضعيفة" (1115) وقال : " موضوع " .
وقوله : ( ألا رب متخوض ومتنعم فيما أفاء الله على رسوله ، ما له عند الله من خلاق ) .
يغني عنه ما رواه البخاري (3118) عن خَوْلَةَ بِنْت قَيْسٍ رضي الله عنها قالت : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : ( إِنَّ رِجَالًا يَتَخَوَّضُونَ فِي مَالِ اللَّهِ بِغَيْرِ حَقٍّ ، فَلَهُمْ النَّارُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ) .
ورواه أحمد (26514) والترمذي (2374) وصححه ، ولفظه : ( إِنَّ هَذَا الْمَالَ خَضِرَةٌ حُلْوَةٌ مَنْ أَصَابَهُ بِحَقِّهِ بُورِكَ لَهُ فِيهِ ، وَرُبَّ مُتَخَوِّضٍ فِيمَا شَاءَتْ بِهِ نَفْسُهُ مِنْ مَالِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ ، لَيْسَ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِلَّا النَّارُ ) .
وصححه الألباني في "صحيح الترمذي" وغيره .
وقوله : ( ألا وإن عمل الجنة حزنة بربوة ، ألا وإن عمل النار سهلة بشهوة ) .
رواه أحمد (3008) من طريق نُوح بْن جَعْوَنَةَ عَنْ مُقَاتِلِ بْنِ حَيَّانَ عَنْ عَطَاءٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما عن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال : ( أَلَا إِنَّ عَمَلَ الْجَنَّةِ حَزْنٌ بِرَبْوَةٍ - ثَلَاثًا - أَلَا إِنَّ عَمَلَ النَّارِ سَهْلٌ بِسَهْوَةٍ ) .
وهذا إسناد واه ، نوح بن جعونة هو نوح ابن أبي مريم ، وهو متهم ، راجع : "الضعيفة" (6741).
ورواه أبو نعيم في "صفة الجنة" من طريق سعيد بن محمد الثقفي ، عن ثور بن يزيد ، عن خالد بن معدان ، عن شداد بن أوس ، عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم به .
وسعيد بن محمد هو الوراق الثقفي أبو الحسن الكوفي متروك ، راجع "التهذيب" (4/69)
ويغني عنه ما رواه البخاري (6487) ومسلم (2823) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( حُجِبَتْ النَّارُ بِالشَّهَوَاتِ وَحُجِبَتْ الْجَنَّةُ بِالْمَكَارِهِ ) .
والله تعالى أعلم .
تعليق