الحمد لله.
أولا :
اتفق الفقهاء على أن من آداب الذبح : أن لا تذبح بهيمة أمام أختها .
انظر : "الموسوعة الفقهية" (10 /221) .
وهذا من تمام حسن الشريعة ، واتصافها بالرحمة والإحسان ، ومكارم الأخلاق .
وقال ابن قدامة رحمه الله :
" وَيُكْرَهُ أَنْ يَذْبَحَ شَاةً وَالْأُخْرَى تَنْظُرُ إلَيْهِ " انتهى .
"المغني" (9/317) .
وقال في "عون المعبود " :
" فَلَا يَصْرَعهَا بِعُنْفٍ , وَلَا يَجُرّهَا لِلذَّبْحِ بِعُنْفٍ , وَلَا يَذْبَحهَا بِحَضْرَةِ أُخْرَى "
وقال الشيخ ابن باز رحمه الله :
"ويكره أن تذبح وأخرى تنظر " انتهى .
"مجموع فتاوى ابن باز" (23 /73-74) .
وقال الشيخ عبد المحسن العباد :
" ولا يذبحها بآلة كالة ثم يعذبها وهو يذبحها . وأيضاً لا يذبحها أمام أختها ؛ لأن هذا تعذيب " انتهى .
"شرح سنن أبي داود" (15 /212) .
ثانيا :
إذا ذُبح حيوان أمام آخر ، فإن هذا لا يعني تحريم أكل لحمه ، إذا كان قد ذكي الذكاة الشرعية ، لأن غاية ما في الأمر أنه ارتكب شيئاً مكروهاً ، ومثل هذا لا يجعل الذبيحة حراماً .
ثالثا :
أما ذبح الحيوانات جماعيا أمام بعضها البعض ، كما هو الحال في المجازر الآلية : فلا بأس به ؛ لأن الحيوان لا يرى صاحبه وهو يذبح ، بل تذبح كلها بحركة واحدة .
قال علماء اللجنة الدائمة للإفتاء : " يجوز الذبح بالآلات الحديثة بشرط كونها حادة ، وأن تقطع الحلقوم والمريء .
وإذا كانت الآلة تذبح عددا من الدجاج في وقت واحد متصل فتجزئ التسمية مرة واحدة ممن يحرك الآلة حين تحريكه إياها بنية الذبح بشرط كون الذابح المحرك مسلما ، أو كتابيا " انتهى
"فتاوى اللجنة الدائمة" (22/463) .
والله أعلم .
تعليق