الحمد لله.
أولاً :
نحمد الله تعالى أن هداك للإسلام ، وهذه أعظم نعم الله تعالى على الإنسان ، لأن بها تكون السعادة الحقيقية والراحة الأبدية ، والفوز بالنعيم المقيم في جنة الخلد .
ونبشرك بتوبة الله عليك ، فإن الله تعالى من رحمته جعل الإسلام يهدم كل ما قبله من الذنوب مهما كانت عظيمة وكبيرة وقبيحة ، ففي اللحظة التي تكلمت فيها بالشهادتين ، ودخلت في الإسلام قد غفر الله لك كل ما سبق من الذنوب ، ومنها عملية تحويل الجنس التي قمت بها .
وقد بدأت صفحة بيضاء نقية مع الله تعالى لا ذنوب فيها ، فحافظي على نقائها ولا تدنسيها بالذنوب .
ودعك من وسوسة الشيطان التي يلقيها في نفسك ، فيريد أن يؤيسك من رحمة الله تعالى ، وأنك سوف تقادين إلى النار ، فإنك بإسلامك قد غفر لك ما تقدم من ذنبك .
ثانياً :
لقد خلقك الله تعالى أنثى ، فعليك أن ترضي بما قدره الله عليك واختاره لك ، وليس الشأن في أن يكون الإنسان رجلاً أو امرأة ، وإنما الشأن في أن يكون مطيعاً لله تعالى ، ويفوز برضوان الله تعالى ، سواء كان ذكراً أم أنثى .
فعليك أن تعودي بخلقتك وفطرتك إلى ما كنت عليه .
وقد سألنا بعض الأطباء فأخبرنا أن ذلك سهل إن شاء الله تعالى ، فيمكنك الرجوع إلى الأطباء المتخصصين في هذا ، والعمل بما يشيرون به .
إلا إذا كان قد تم استئصال الرحم بعملية جراحية ، فذلك لا يمكنه إصلاحه ، ولكن لا إثم عليك في ذلك لأن الإسلام ـ كما سبق ـ يهدم ما قبله من الذنوب ، وكذلك التوبة أيضاً ، تهدم الذنوب ، وقد أسلمت وتبت وندمت على ما فعلت ، وهذان سببان ، وكل سبب منهما بمفرده كافٍ لمحو الذنب السابق .
ثالثاً :
أما مخالطتك للرجال ، وشهودك معهم صلاة الجماعة والجمعة فلا يجوز ذلك ، لأنك لست رجلاً ، فعليك أن تتصرفي على أنك أنثى ، وتلتزمي بالأحكام التي شرعها الله تعالى للأنثى .
وأما مخالطتك للنساء فلا حرج فيه ، لأنك في الحقيقة أنثى .
لكن ... إذا كانت هذه المخالطة ستسبب لك إحراجاً بالغاً ، ولن تتفهم النساء وضعك ،لأن مظهرك مظهر رجل ، فيمكنك تأجيل ذلك حتى يتم تغيير مظهرك الخارجي إلى أنثى ، فعليك أن تبادري بالذهاب إلى الطبيب ، والبدء في تصحيح الخطأ السابق ، وإلى أن يتم ذلك ـ ونرجو أن يكون قريباً ـ يمكنك الاجتهاد في التعرف على الإسلام عن طريق الكتب والمقالات ، وسماع المحاضرات .
ونسأل الله تعالى أن يهديك للحق ويثبتك عليه ، ويشرح صدرك ، ويتم نعمته عليك ، ويرزقك الطمأنينة والسعادة في الدنيا والآخرة .
وانظري لمزيد الفائدة جواب السؤال رقم : (146881) .
والله أعلم
تعليق