الخميس 20 جمادى الأولى 1446 - 21 نوفمبر 2024
العربية

غيرت جنسها إلى ذكر ثم أسلمت

السؤال

إنني في موقف أخاف وأخجل من التحدث فيه، ولكنني أخاف عقاب الله تعالى في الآخرة وأريد أن أعرف الحكم فيه. في الماضي، كنت مشركا بالله وقد غرني الشيطان. لقد ولدت أنثى ولكنني كنت أتصرف بشكل ذكوري وكانت لي رغبات الذكور وأريد أن أعيش حياتهم. وبسبب هذا اعتقدت أنه من الأفضل لي أن أكون ذكراً وأن أقوم بعملية تحويل للجنس وأن أتناول عقاقير الهرمونات وهكذا لأكون ذكرا وهذه الإجراءات كلها لا تقلب. وقد عشت كذكر لمدة طويلة وفي الأسبوع الماضي وجدت الإسلام وهداني الله للطريق المستقيم. والآن أنا مسلم وإنني شديد الأسف عما كان مني من تحويل جنسي وأشعر كل يوم بالخجل مما كان مني وأخاف من الذهاب لأي مسجد لأنني لا أعرف حكم دخولي المسجد حيث إنني لم أولد ذكرا وأشعر أنني لو ذهبت لصلاة الجمعة مع الرجال فسوف أكون مذنبا لأنني كذاب. ولكنني في الحقيقة أبدو ذكرا بشكل واضح ولا يمكن بأي شكل من الأشكال أن أكون وسط النساء. أشعر وكأنه لا أمل لي وأنه لو تبت إلى الله فإنني سوف أقاد إلى النار أيضا. ماذا يمكنني أن أفعل؟ هل من الأفضل أن أبقي بعيدا عن المسجد لكي لا أسبب فتنة لغيري من المسلمين؟ وحتى إذا كنت وحدي فإنني آمل أن أكون قادرا علي الدراسة من أعمال العلماء والكتب والمحاضرات التي من السهل العثور عليها هذه الأيام.

الجواب

الحمد لله.

أولاً :
نحمد الله تعالى أن هداك للإسلام ، وهذه أعظم نعم الله تعالى على الإنسان ، لأن بها تكون السعادة الحقيقية والراحة الأبدية ، والفوز بالنعيم المقيم في جنة الخلد .
ونبشرك بتوبة الله عليك ، فإن الله تعالى من رحمته جعل الإسلام يهدم كل ما قبله من الذنوب مهما كانت عظيمة وكبيرة وقبيحة ، ففي اللحظة التي تكلمت فيها بالشهادتين ، ودخلت في الإسلام قد غفر الله لك كل ما سبق من الذنوب ، ومنها عملية تحويل الجنس التي قمت بها .
وقد بدأت صفحة بيضاء نقية مع الله تعالى لا ذنوب فيها ، فحافظي على نقائها ولا تدنسيها بالذنوب .
ودعك من وسوسة الشيطان التي يلقيها في نفسك ، فيريد أن يؤيسك من رحمة الله تعالى ، وأنك سوف تقادين إلى النار ، فإنك بإسلامك قد غفر لك ما تقدم من ذنبك .
ثانياً :
لقد خلقك الله تعالى أنثى ، فعليك أن ترضي بما قدره الله عليك واختاره لك ، وليس الشأن في أن يكون الإنسان رجلاً أو امرأة ، وإنما الشأن في أن يكون مطيعاً لله تعالى ، ويفوز برضوان الله تعالى ، سواء كان ذكراً أم أنثى .
فعليك أن تعودي بخلقتك وفطرتك إلى ما كنت عليه .
وقد سألنا بعض الأطباء فأخبرنا أن ذلك سهل إن شاء الله تعالى ، فيمكنك الرجوع إلى الأطباء المتخصصين في هذا ، والعمل بما يشيرون به .
إلا إذا كان قد تم استئصال الرحم بعملية جراحية ، فذلك لا يمكنه إصلاحه ، ولكن لا إثم عليك في ذلك لأن الإسلام ـ كما سبق ـ يهدم ما قبله من الذنوب ، وكذلك التوبة أيضاً ، تهدم الذنوب ، وقد أسلمت وتبت وندمت على ما فعلت ، وهذان سببان ، وكل سبب منهما بمفرده كافٍ لمحو الذنب السابق .
ثالثاً :
أما مخالطتك للرجال ، وشهودك معهم صلاة الجماعة والجمعة فلا يجوز ذلك ، لأنك لست رجلاً ، فعليك أن تتصرفي على أنك أنثى ، وتلتزمي بالأحكام التي شرعها الله تعالى للأنثى .
وأما مخالطتك للنساء فلا حرج فيه ، لأنك في الحقيقة أنثى .
لكن ... إذا كانت هذه المخالطة ستسبب لك إحراجاً بالغاً ، ولن تتفهم النساء وضعك ،لأن مظهرك مظهر رجل ، فيمكنك تأجيل ذلك حتى يتم تغيير مظهرك الخارجي إلى أنثى ، فعليك أن تبادري بالذهاب إلى الطبيب ، والبدء في تصحيح الخطأ السابق ، وإلى أن يتم ذلك ـ ونرجو أن يكون قريباً ـ يمكنك الاجتهاد في التعرف على الإسلام عن طريق الكتب والمقالات ، وسماع المحاضرات .
ونسأل الله تعالى أن يهديك للحق ويثبتك عليه ، ويشرح صدرك ، ويتم نعمته عليك ، ويرزقك الطمأنينة والسعادة في الدنيا والآخرة .
وانظري لمزيد الفائدة جواب السؤال رقم : (146881) .
والله أعلم

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر: الإسلام سؤال وجواب