الحمد لله.
من رأى النبي صلى الله عليه وسلم وهو كافر ثم أسلم بعد موت النبي صلى الله عليه وسلم ، فلا يعد من الصحابة ، لأن الصحابي هو من رأى النبي صلى الله عليه وسلم مؤمناً به ، ومات على ذلك .
قال الإمام البخاري رحمه الله في صحيحه (3/1333) :
" وَمَنْ صَحِبَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَوْ رَآهُ مِنْ الْمُسْلِمِينَ فَهُوَ مِنْ أَصْحَابِهِ " انتهى .
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله :
" الَّذِي جَزَمَ بِهِ الْبُخَارِيّ هُوَ قَوْل أَحْمَد وَالْجُمْهُور مِنْ الْمُحَدِّثِينَ ، وَقَوْل الْبُخَارِيّ " مِنْ الْمُسْلِمِينَ " قَيْد يَخْرُج بِهِ مَنْ صَحِبَهُ أَوْ مَنْ رَآهُ مِنْ الْكُفَّار , فَأَمَّا مَنْ أَسْلَمَ بَعْد مَوْته مِنْهُمْ فَإِنْ كَانَ قَوْله " مِنْ الْمُسْلِمِينَ " حَالًا خَرَجَ مَنْ هَذِهِ صِفَته ، وَهُوَ الْمُعْتَمَد" انتهى من "فتح الباري" (7/4).
وقال الحافظ العراقي رحمه الله في تعريف الصحابة :
" والعبارةُ السالمةُ مِنَ الاعتراضِ أنْ يقالَ : الصحابيُّ مَنْ لقيَ النبيَّ صلى الله عليه وسلم مسلماً ثمَّ ماتَ على الإسلامِ ؛ ليخرجَ مَنِ ارتدَّ وماتَ كافراً .
واحترزتُ بقولي : ( مسلماً ) عمَّا لو رآهُ وهوَ كافرٌ ثم أسلمَ بعدَ وفاتِهِ صلى الله عليه وسلم ، فإنهُ ليسَ بصحابيٍّ على المشهورِ ، كرسولِ قيصرَ " انتهى مختصرا من "شرح التبصرة والتذكرة" (ص 205).
وأيضاً : يخرج بهذا الشرط ، وهو أن يكون مسلماً وقت رؤيته للنبي صلى الله عليه وسلم ثم يموت على الإسلام ، يخرج بذلك من رأى النبي صلى الله عليه وسلم بعد موته وقبل الدفن ، وقد وقع ذلك لأبي ذؤيب خويلد بن خالد الهذلي ، فإنه لا صحبة له .
ويخرج أيضاً : من رآه مسلماً ثم ارتد ومات على الردة ، كابن خطل .
انظر : "تدريب الراوي" (2/191) .
وقد اختار هذا القول في تعريف الصحابي الحافظ ابن حجر في نزهة النظر (88) ، والسيوطي في تدريب الراوي (2/191) .
والله أعلم .
تعليق