الحمد لله.
"لا خلاف بين الفقهاء في استحباب التعزية لمن أصابته مصيبة . والأصل في مشروعيتها : قول النبي صلى الله عليه وسلم : (ما من مؤمن يعزي أخاه بمصيبة إلا كساه الله من حلل الكرامة يوم القيامة)" انتهى من " الموسوعة الفقهية " (12/288) والحديث صححه الألباني رحمه الله في " السلسلة الصحيحة " (1/378) .
ويؤخذ من قول العلماء : "تعزية من أصابته مصيبة" أنها لا تقتصر على أهل الميت كأبيه وولده وأخيه ... بل تشرع ، حتى في غير أقاربه كأصحابه وجيرانه ممن تأثر بفقده ، بل قد يكون الجار أو الصاحب أقرب إلى الميت من بعض الأقارب .
قال الحجاوي في متن الزاد : " وتسن تعزية المصاب
بالميت "
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله : قوله: " تعزية المصاب " : " ولم يقل : تعزية
القريب ..... ، فكل مصاب ولو بعيداً ، فإنه يعزى ، وكل من لم يصب ولو قريباً ، فإنه
لا يعزى، من أصيب فعزِّه، ومن لم يصب فلا تعزه " انتهى من "الشرح الممتع" (5/186)
وفي "مواهب الجليل" (2/230 ، 231 ) : " ويعزى الكبير والصغير ممن يقصد بالخطاب ويفهمه....وقال في المدخل: وينبغي أن يعزى الرجل في صديقه; لأنه من المصائب " انتهى.
وفي " الإنصاف " (2/564) : قوله " ويستحب تعزية أهل
الميت " قال في النكت : وقول الأصحاب " أهل الميت خرج على الغالب , ولعل المراد :
أهل المصيبة...: فيعزى الإنسان في رفيقه وصديقه ونحوهما , كما يعزى في قريبه , وهذا
متوجه " انتهى.
والحاصل:
أن التعزية مستحبة فيعزي المسلم أخاه المصاب ، سواء كان من أهل الميت أو من غير
أهله كأصحابه وجيرانه ويحثهم على الصبر وعدم الجزع والاحتساب والثبات على الأمر
لأجل تحصيل الأجر ورفع الدرجات.
والله أعلم
تعليق