الحمد لله.
أولا :
ليس من الصواب أن يكون كل بلاء يمر بالإنسان هو عقاب من الله تعالى على ذنب قد وقع فيه ، بل ربما كان هذا البلاء منحة من الله له ، أراد أن يرفع بها درجته في الجنة ، أو يكفر عنه خطايا وقع فيه ، ليلقى الله تعالى نظيفا من هذه الذنوب في الدنيا .
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( لَا يَزَالُ الْبَلَاءُ بِالْمُؤْمِنِ أَوْ الْمُؤْمِنَةِ فِي جَسَدِهِ وَفِي مَالِهِ وَفِي وَلَدِهِ حَتَّى يَلْقَى اللَّهَ وَمَا عَلَيْهِ مِنْ خَطِيئَةٍ ) .
رواه أحمد (7799) وصححه الألباني .
وينظر جواب السؤال رقم (35914) ورقم (72265) .
ثانيا :
ما قدره الله عليك من هذا المرض عليك أولا أن تصبري على تقدير الله لك ذلك ، بل اللائق بالمؤمن العاقل أن يرضى بقضاء الله وقدره ، ويعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه ، وما أخطأه لم يكن ليصيبه ، ليكون صبره ورضاه سببا في طمأنينة قلبه وانشراحه وهدايته ، وبلوغ الأجر من الله .
ثم ليس عليك الآن أن تشغلي بالك كثيرا : هل جاءك هذا المرض بسبب اتصالك بزوجك ، أو قدره الله تعالى عليك بغير ذلك من الأسباب ، بعد أن تكوني بينك وبين ربك على يقين بأنك لم تقترفي ذبنا مع أحد ، فمن الممكن أن ينتقل ذلك المرض إليك لسبب آخر ، تعلمينه ، أو لا تعلمينه .
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قال : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( لَا عَدْوَى وَلَا صَفَرَ وَلَا هَامَةَ ) . فَقَالَ أَعْرَابِيٌّ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، فَمَا بَالُ إِبِلِي تَكُونُ فِي الرَّمْلِ كَأَنَّهَا الظِّبَاءُ فَيَأْتِي الْبَعِيرُ الْأَجْرَبُ فَيَدْخُلُ بَيْنَهَا فَيُجْرِبُهَا ؟!
فَقَالَ : ( فَمَنْ أَعْدَى الْأَوَّلَ ؟!) . رواه البخاري (5717) ومسلم (2220) .
وليس المراد بذلك نفي انتقال المرض من شخص إلى شخص عن طريق العدوى ؛ وإنما المراد نفي ما كان أهل الجاهلية يعتقدونه من تأثير العدوى في نقل الأمراض بنفسها ، تأثيرا لزوميا من غير نظر إلى قدر الله تعالى ومراده ، فأبطل النبي صلى الله عليه وسلم ذلك الاعتقاد بلفت أنظارهم إلى أول شخص أصيب بذلك المرض ، كيف انتقل إليه ، وليس هناك عدوى في ذلك الوقت .
ينظر : شرح صحيح مسلم للنووي (14/213) ، مفتاح دار السعادة ، لابن القيم (2/269) .
والحاصل :
أنه قد يكون انتقال المرض إليك عن طريق زوجك ، كما تقولين ، وقد لا يكون هو مصابا بذلك ، ونزل بك لسبب آخر ، الله أعلم به .
وإنما الذي عليك الآن أن تسعي في علاج ذلك الداء ، بكل ما استطعت ، وهو ممكن إن شاء الله ، إذا راجعت أهل العلم به والاختصاص فيه ، وسوف يكون بإمكانك ـ حينئذ ـ أن تعيشي حياتك الزوجية بصورة طبيعية ، حتى ولو تطلب منك الأمر ـ دائما ، أو في بعض الأوقات ـ بعض الإجراءات الاحترازية .
نسأل الله تعالى أن يمن عليك بالشفاء والعافية ، وأن يرزقك الزوج الصالح الذي يعفك ، ويبارك لكما .
والله أعلم .
تعليق