الحمد لله.
نسأل الله تعالى أن يُعظم لكم الأجر والمثوبة على ما بذلتموه تجاه أختكم في رعايتها وتربيتها والعناية بها ، ونسأل الله تعالى أن يردَّها إلى الحق ردّاً جميلاً وأن يهديها لما فيه رضاه .
ولا تثريب على من بذل وسعه في تربية أولاده أو إخوانه أو أخواته ثم انحرف أحدٌ منهم عن الجادة ، وإنما التثريب على من فرَّط في الأمانة حتى ضاع مَن كان تحت يديه منهم .
وللأسف فإن الخيارات العملية المتاحة ليست كثيرة ؛ لأسباب كثيرة :
1. منها : أنكم تعيشون في بيئة كافرة منحلَّة تقف الحكومة فيها مع أختكم وتتعاطف معها المنظمات والمؤسسات الحكومية والأهلية ، وخاصة إذا علموا أن أهلها مسلمون ويريدون كبت حريتها ومنعها من حقوقها التي كفلتها لها قوانينهم الكافرة .
2. ومنها : أن عمر أختك قد قارب على الثامنة عشر ، فهي لم تعد صغيرة يمكن التحكم بها وتوجيهها كما تريدون .
3. ومنها : أنه لا يوجد مكان آمن لها من أهل بيتها يمكنه رعايتها والاعتناء بها وتوجيهها ، فزوج أختك الأخرى يرفض استمرارها في البقاء معهم في بيتهم ، ونرى أن هذا من حقه ، ولم يفعل ما هو خطأ ؛ فهو يريد الحفاظ بذلك على سمعته ، ويريد أن لا تتسبب في إفساد أهل بيته ، وهي لا تريد أن تكون عندك في بيتك ، فلم يعد ثمة خيار لأن تكون بين أحدٍ من أهل بيتها ينصحها ويوجهها نحو الخير ، بل هي تفضل البقاء وحدها لتكون أكثر حرية في تصرفاتها الطائشة ، وهي بذلك تغلق علينا سبل النصح في المكان المناسب لإيوائها .
ولا نرى أنكم تملكون خياراً عمليّاً مجدياً للأخذ على يدها ومنعها من الوقوع في الآثام إلا الاستمرار في التودد إليها ، وملاطفتها بالقول لعلها أن تطيعكم ، وتنتهي عما هي فيه ، أو تنتقل إلى السكن معك .
فإن لم يفلح شيء من ذلك ، فنرى لكم البقاء متابعين لها وداعين لها بالخير ، فلن يطول أمر بقائها بعيداً عنكم ، فأصدقاء السوء سرعان ما ستظهر حقيقتهم لها وستفيق – إن شاء الله – من سكرتها قريباً ، فكونوا قريبين منها ، عالمين بمكان سكنها ، متابعين لها ولو من بعيد ؛ فرجوعها إليكم سيكون غير بعيدٍ إن شاء الله تعالى ، فلتكونوا أقرب الناس منها عند تلك اللحظة ، ولتستمر محاولاتك – أخي السائل – في إقناعها بالمجيء عندك في بيتك ، ولا تيأس من طلب ذلك منها كل فترة ، وإياك أن تأخذك العزة بالإثم إن هي رفضت مرة تلو مرة ، فهي الآن في سن المراهقة وعاطفتها أقوى من عقلها ، ولتستمروا بالدعاء لها أن يهديها الله ويصلح بالها ، وعسى أن يستجيب الله تعالى لكم وتقر أعينكم بصلاحها وهدايتها .
وانظر جوابي السؤالين ( 118547 ) ( 96371 ) .
والله أعلم
تعليق