الحمد لله.
تتعدد الأسباب عند الأزواج لإخفاء قدر رواتبهم ودخلهم عن زوجاتهم ، وأشهر هذه الأسباب :
1. خشيتهم من كثرة طلبات الزوجة لو عرفت بوجود مال بيد زوجها أكثر من النفقة الواجبة.
2. الادخار ، حيث يرون أنهم أقدر على ذلك من النساء .
3. النفقة على والده أو والدته أو أحد من أهل بيته ، حيث يرى بعض الرجال أنه لو علمت الزوجة بذلك فقد تحول دون إعطاء تلك النفقة أو أنها تقلل منها ، وبعضهم يرى أنه من المحرج لأهله علمُ زوجة ابنهم أنه ينفق عليهم .
4. رغبة الزوج بالتصدق الشهري في سبيل الله كمن يُستقطع من راتبه في وجوه الخير فيخشى أن تحول الزوجة دون ذلك أو أنها تقلل منها .
فهذه أسباب عديدة ، وقد يكون لكل شخص أسبابه الخاصة سوى ما ذكرنا ، مما يسمح له بمثل هذا التصرف المتعلق بتنظيم حياته ، وسياسته لأموره .
وأفضل من ذلك : أن يُظهر الزوج قدر راتبه ومقدار دخله ، ويتعاون مع زوجته على ما فيه خير دنياهم وأخراهم ، من حيث الادخار والإنفاق على المحتاجين وإكرام أهله ، ويكون مع ذلك ضبط للنفقات من قبَل الزوجة ، ونرى أن المصارحة بحقيقة الراتب والدخل مع التعاون على الخير أفضل من الإخفاء ، كما أنه قد يعتري الزوج مرض مفاجئ أو موت فلا تدري الزوجة ماذا له وماذا عليه ، كما أن بعض الأزواج يموت ولا يدري أحدٌ أين خبَّأ ماله ، ولو كان ثمة مصارحة وتعاون بين الزوجين لما كان لشيء من هذا أن يحصل .
أما من حيث الشرع فلم نجد في السنَّة النبوية ما يُلزم الزوجَ بإظهار قدْر دخله ، ولم نجد ما يحثه على إخفائه ، والمهم أنه يجب عليه أن ينفق على زوجته وبيته بالمعروف ، وليس له أن يقصِّر في النفقة من أجل الادخار أو الإنفاق على غيرهم ؛ فهم أولى الناس بماله وإنفاقه .
لكن إذا رأى الزوج أن من المصلحة إخفاء حقيقة دخله عن
زوجته ، فبإمكانه ألا يذكر الأمر أمامها مطلقا ، وبإمكانه أيضا أن يستعمل التورية
والمعاريض ، فعلى سبيل المثال : بإمكانه أن يقول : أنا أستلم ألفا ـ مثلا ـ وراتبه
ألفان ، لأنه إذا كان راتبه ألفان فسوف يستلم ألفا ، وهو لم ينف أنه يستلم ألفا
أخرى . وهذا خير له من أن يقول : راتبي ألف ، فهذا أظهر في الكذب من غير ضرورة إليه
.
وينظر جواب السؤال رقم (27261) .
والله أعلم
تعليق