الحمد لله.
حق الوالدين على أولادهما لا يساويه حق آخر، فقد قرن الله حقهما بحقه جل جلاله كما قال تعالى : ( وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا * وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا ) الإسراء/23، 24
لكن ذلك لا يمنع أن كل من أحسن إليك وعاملك معاملة ابنته أن تحسني إليه وتبريه ، وأن تجتهدي في عدم إغضابه ، فإن الله يقول : (هَلْ جَزَاء الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ) الرحمن/60 .
وقد أحسنت خالة والدتك ، وزوجها إليك إحساناً كثيراً ، فعليك أن تقابلي إحسانهما بالإحسان ، ولو بالكلمة الطيبة وحسن العشرة مع خالتك ، وبالدعاء لهما أيضاً .
ولا يشترط أن يكون الدعاء للوالدين ليكون مقبولاً ، بل لو دعوت لأي مسلم لكان ذلك من دواعي الإجابة كما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : (مَنْ دَعَا لِأَخِيهِ بِظَهْرِ الْغَيْبِ قَالَ الْمَلَكُ الْمُوَكَّلُ بِهِ : آمِينَ ، وَلَكَ بِمِثْلٍ) رواه مسلم (2732) .
فكيف بالدعاء لمن أحسنوا إليك هذا الإحسان ورعوك هذه الرعاية ذلك أحرى وأجدر، .
ولا تحملي هم الإجابة ولا تنشغلي بمدى تأثير دعائك بل اجعلي همك منصبا على إخلاص الدعاء والصدق فيه، وثقي في سعة كرم الله ، وعظيم رحمته بعباده ..
واعلمي أن بر الوالدين لا ينقطع بموتهما فقد بقى لك من برهما : الدعاء لهما ، وإكرام أصدقائهم وأقاربهم ، وإنفاذ وعدهم .
واعلمي أن خالة الأم تكون خالة لك ، فلها حق عظيم في البر والإحسان .
والله أعلم
تعليق