الأحد 3 ربيع الآخر 1446 - 6 اكتوبر 2024
العربية

قامت خالتها وزوجها بتربيتها ، فهل لهما حق الأبوين في البر؟

163386

تاريخ النشر : 15-06-2011

المشاهدات : 8241

السؤال

ماتت أمي بعد أن ولدتني و رباني خالة أمي و زوجها . فلم يكن لديهم أطفال و عندما كبرت و بإذن من والدي ، قاموا هم بتربيتي كابنة لهما بكل حب و حنان . و أناديهما بأبي و أمي ، لكني أعلم أنهما ليسا أبواي الحقيقيين ، و سميت على اسم والدي الحقيقي و طيلة حياتي يأمراني على الدوام بتحسين العلاقة بيني و بينه مات كل من أبي الحقيقي و أبي الذي رباني . فقط بقيت أمي و هي الآن في سن كبيرة . سؤالي هو ، هل الأحكام التي تجري على الأبناء الأصليين تجري على الأبناء من التبني أيضاً ؟ و لله الحمد فقد كنت دائماً ابنة بارة ، و لكن لو أحزنت أمي ، فهل يعد هذا عقوق ، على الرغم من أنها ليست أمي الحقيقية و أيضاً يقال بأنه لا ينفع الإنسان بعد موته إلا دعاء أولاده أو أولادها . فلقد كنت دائماً محبة لأبي الذي رباني أكثر من أبي الحقيقي ، و لكني كنت أقرنهما في الدعاء دائماً ( مع أمي ) و لكن لأني أدعو لأب من التبني و لست طفلتها الحقيقية فهل ترى أن هذا الدعاء له نفس التأثير ؟ و لقد بحثت في موقع الإسلام سؤال و جواب الآن ، و لكن لم أستطع الوصول للإجابة على سؤالي هذا ، و من ثم سأكون ممتنة لك إذا أرشدتني لرقم الفتوى التي تجيب على سؤالي مباشرة

الجواب

الحمد لله.


حق الوالدين على أولادهما لا يساويه حق آخر، فقد قرن الله حقهما بحقه جل جلاله كما قال تعالى : ( وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا * وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا ) الإسراء/23، 24
لكن ذلك لا يمنع أن كل من أحسن إليك وعاملك معاملة ابنته أن تحسني إليه وتبريه ، وأن تجتهدي في عدم إغضابه ، فإن الله يقول : (هَلْ جَزَاء الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ) الرحمن/60 .
وقد أحسنت خالة والدتك ، وزوجها إليك إحساناً كثيراً ، فعليك أن تقابلي إحسانهما بالإحسان ، ولو بالكلمة الطيبة وحسن العشرة مع خالتك ، وبالدعاء لهما أيضاً .
ولا يشترط أن يكون الدعاء للوالدين ليكون مقبولاً ، بل لو دعوت لأي مسلم لكان ذلك من دواعي الإجابة كما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : (مَنْ دَعَا لِأَخِيهِ بِظَهْرِ الْغَيْبِ قَالَ الْمَلَكُ الْمُوَكَّلُ بِهِ : آمِينَ ، وَلَكَ بِمِثْلٍ) رواه مسلم (2732) .
فكيف بالدعاء لمن أحسنوا إليك هذا الإحسان ورعوك هذه الرعاية ذلك أحرى وأجدر، .
ولا تحملي هم الإجابة ولا تنشغلي بمدى تأثير دعائك بل اجعلي همك منصبا على إخلاص الدعاء والصدق فيه، وثقي في سعة كرم الله ، وعظيم رحمته بعباده ..
واعلمي أن بر الوالدين لا ينقطع بموتهما فقد بقى لك من برهما : الدعاء لهما ، وإكرام أصدقائهم وأقاربهم ، وإنفاذ وعدهم .
واعلمي أن خالة الأم تكون خالة لك ، فلها حق عظيم في البر والإحسان .
والله أعلم

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر: الإسلام سؤال وجواب