الحمد لله.
أولاً:
إذا كان حال أسرة زوجك كما تذكرينه عنهم فلا ننصحك بالذهاب معهم لأداء العمرة ، ونرى أن انتظار فرصة أخرى أفضل من هذه هو الأولى لك ؛ لأن من طبيعة السفر أن يُسفر عن أخلاق الناس وهذا لمن لم يكن معروفاً عنه شيء في أخلاقه ، وأما من كان يُعرف بسوء الخلق فإن السفر معه مجازفة كبيرة ، ويُخشى من ازدياد سوء أخلاقه في سفره ذاك ، ولذا فإننا نخشى عليك من آثار السفر مع أسرة زوجك ، وقد يتسببون لك في قطيعة أبدية بينك وبينهم مما يؤثر على علاقتك بزوجك ، فنرى أن يذهب هو وحده معهم دون أن ترافقيه ، وأن تعوضي ذلك بالتفرغ للطاعة والعبادة في بيتك فهو لا شك خير لك من مثل تلك السفرة .
أما إذا غلب على ظنك السلامة من أذاهم ، أو أن لديك القدرة على مداراتهم ، والصبر على ما يصدر منهم ، وخشيت ألا تتكرر فرصة العمرة مرة أخرى : فلا بأس أن تسافري معهم لأداء العمرة .
ومع هذا فإننا نرى أنه ينبغي عليك وعلى زوجك أن تضعوا حدا للخصومة بينك وبين أسرة زوجك ؛ لما له من آثار سيئة على حياتكما وحياة أولادكما ، فضلاً عما فيه من اكتساب آثام بسبب ما يحصل من قطيعة وغيبة وقبح كلام ، وإذا لم يمكن إصلاح الوضع بالكلية فلا أقل من الالتزام بعدم إظهار الخصومة والوقوع في المعاصي القولية والفعلية ، فنرجو أن يسعى زوجك بما هو خير له ولأسرتيه ، ونسأل الله تعالى أن يوفقكم لما فيه رضاه ، وأن يرزقنا وإياك حسن الأخلاق وجميل الفعال .
ثانياً:
نريد تنبيهك على قولك إنك تصلين في أي مكان حتى في السفر حتى في السيارة : أن هذه الصلاة إن كانت فريضة فلا يجوز لك أداؤها فيها ؛ لأن الصلاة في السيارة تقتضي منك ترك بعض أركان الصلاة كالقيام والركوع ، وتقتضي – غالباً - تخلف بعض شروطها كالاتجاه للقبلة ، ولذا فإنه لا يجوز أداء صلاة الفريضة في السيارة بل يجب النزول منها والالتزام بشروط الصلاة وأركانها ، وإنما صلاة الفرض في السيارة رخصة في حال العذر ؛ وذلك إذا لم يكن ممكنا إيقاف السيارة والنزول منها للصلاة ، وهذا ظاهر في حال السفر في الطائرة ، أو القطار ، أو الحافلات العامة التي يرفض القائمون عليها التوقف لأداء الصلاة .
وأما صلاة النفل في السيارة : فإنها تجوز للمسافر ، حتى ولو أمكنه النزول منها ؛ فإن الشرع وسع عليه في ذلك ، لئلا يفوت عليه ما اعتاده من التطوعات ، أو يقطعه النزول عن سيره في السفر .
وينظر جواب السؤال رقم ( 21869 ) .
والله أعلم
تعليق