الحمد لله.
أولا :
سبق بيان حكم العمل في مجال السياحة في جواب السؤال رقم : ( 82402 ) ، وفيه أن السياحة الآن تشتمل على التبرج والاختلاط والخمور والحفلات الماجنة ولعب القمار والشواطئ التي تُكشف فيها العورات ، وفي بعض البلدان يضاف إلى ما سبق زيارة مساكن الكفار الذين نهينا عن الذهاب إليها وزيارتها إلا أن نكون باكين ، وهذا كله مخالف للشرع ، فالعمل في هذا المجال فيه إقرار للمنكر ، ودعوة إليه ، وإعانة على الإثم والعدوان . وما كان كذلك كان الكسب الناتج عنه كسبا خبيثا محرما ؛ لأنه أجرة على الدلالة والإعانة على المحرم .
والواجب على من كسب مالا من عمل محرم أن يتوب إلى الله تعالى ، وأن يتخلص مما بقي من هذا المال في يده ، بإعطائه للفقراء والمساكين وصرفه في مصالح المسلمين العامة ، وجوّز بعض أهل العلم للتائب المحتاج أن يأخذ من هذا المال قدر حاجته ، وينظر : سؤال رقم : ( 126045 ) .
وعليه فالأصل أن تتخلص من هذا المال الذي بيدك ، إلا أن تكون بحاجة ماسة لدفع مهر ، أو لشراء أثاث ، أو سيارة أو أدوات تستعين بها في عمل مباح ، فتأخذ منه قدر حاجتك .
ثانيا :
لا حرج في أخذ المال من أخيك ؛ لأن ما كان محرما لكسبه ، فإنما إثمه على الكاسب ،
لا على من أخذه منه بطريق مباح كالهبة والهدية ، وقد سبق بيان ذلك أيضا في جواب
السؤال رقم : (
45018
) .
ونسأل الله تعالى أن يرزقك
الزوجة الصالحة ، والعمل المباح ، والمال الحلال ، وأن يزيدك من فضله .
والله أعلم .
تعليق