الحمد لله.
لو كان أمر والدكِ مقتصراً على سوء تعامله مع أمكِ وسوء أخلاقه وعصبيته الزائدة : لكان الأولى بإمك الصبر على شراسته وسوء خلقه ، وكنا نصحناها بذلك ، لأجل رعايتك ، والمحافظة عليك .
أمَا وقد كان من سوء أفعال والدكِ أنه لا يصلي البتة : فإن الأمر هنا له شأن آخر ، فيصير واجباً على أمكِ تركه ولا يحل لها الرجوع إليه وهو على هذه الحال ؛ لأن ترك الصلاة كفر مخرج من الإسلام ، والعقد بينهما يصير مفسوخاً ، ومن الأحكام المترتبة على تركه للصلاة : انقطاع ولايته عليكِ ، فيجوز لك اللحاق بأمك ، ولا عبرة بغضبه من فعلك هذا ؛ فقد سقطت ولايته على أولاده جميعاً .
قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين – رحمه الله - :
فإن كان عند العقد يصلي لكن بعد ذلك صار لا يصلي : فإن كان قبل الدخول : انفسخ العقد ، ولها أن تتزوج في الحال ، وإن كان بعده : انفسخ العقد ، ولكن تنتظر حتى تنقضي العدة ، فإن هداه الله للإسلام : فهو زوجها وإلا فلها أن تتزوج .
وكثير من النساء - والعياذ بالله - يمنعهن وجود الأولاد عن طلب الفسخ ، وهذه مسألة عظيمة ، فيقال : افسخي النكاح ، ولا يجوز أن تبقي مع هذا الكافر الذي لا يصلي ، وأولادك لن يفارقوك ما دام أبوهم على هذه الحال ، فلا ولاية له عليهم ، فالكافر لا ولاية له على مؤمن ( وَلَنْ يَجْعَلَ اللَّهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلاً ) النساء/ 141 ، فلن يفرَّق بينك وبين أولادكِ ، وأما هذا الزوج : فلا خير فيه ، زوج كافر تتركيه يستحل منك ما يحرم ؟! هذا منكر عظيم .
" الشرح الممتع على زاد المستقنع " ( 12 / 250 ) .
ولعلَّ الحكم بتحريم أمك
عليه وخروجك من بيتك ولحاقك بها لكونه تاركاً للصلاة أن يكون واعظاً له ليرجع إلى
دينه فيلتزم حكم الله بالصلاة ، وتكونون بذلك قد أنقذتموه من الكفر والضلال ، وهي
نعمة عظيمة يجب أن يقدرها قدرها ، فعسى أن يسارع إلى ذلك فيكون من أهل الصلاة
والأخلاق الحسنة ، والمهم فيما ذكرناه أن أمك لا تحل له طالما أنه لا يصلي ، ولا
ولاية له عليكِ فيجوز لك اللحاق بها ، ونوصيكم بالدعاء له أن يهديه الله ويصلح باله
.
وانظري أجوبة الأسئلة (
6257 ) و (4501
) و ( 103291
) و ( 112026
) .
والله أعلم
تعليق