الحمد لله.
أولاً : كتاب " الأربعين النووية " للإمام النووي ، اشتمل على (42) حديثاً نبوياً ، من الأحاديث الجوامع المشتملة على كثير من القواعد العظام ، وعليها مدار كثير من أحكام الإسلام .
وقد قال النووي في مقدمته لهذا الكتاب : " وألتزم في هذه الأربعين أن تكون صحيحة ، ومعظمها في صحيح البخاري ومسلم ". انتهى .
فجميع الأحاديث في هذا الكتاب صحيحة عند الإمام النووي أو حسنة على أقل تقدير ، إلا أن غيره من أئمة الحديث قد نقدوا جملةً من هذه الأحاديث ، وخالفوه فيما ذهب إليه من تحسين بعضها .
ومن هؤلاء الحافظ ابن رجب الحنبلي ، فقد تكلم في أسانيد بعض هذه الأحاديث ، وبين ما فيها من ضعف ، والأحاديث التي تكلم عليها هي :
1-الحديث الثاني عشر : ( مِنْ حُسْنِ إِسْلَامِ الْمَرْءِ تَرْكُهُ مَا لَا يَعْنِيهِ ) .
2-الحديث التاسع والعشرون : ( وَهَلْ يَكُبُّ النَّاسَ فِي النَّارِ عَلَى وُجُوهِهِمْ أَوْ عَلَى مَنَاخِرِهِمْ إِلَّا حَصَائِدُ أَلْسِنَتِهِمْ ).
3- الحديث الثلاثون : ( إنَّ الله فَرَضَ فرائِضَ ، فَلا تُضَيِّعُوها ، وحَدَّ حُدُوداً فلا تَعْتَدوها ، وحَرَّمَ أَشْياءَ ، فلا تَنتهكوها ، وسَكَتَ عنْ أشياءَ رَحْمةً لكُم غَيْرَ نِسيانٍ ، فلا تَبحَثوا عَنْها ).
4- الحديث الحادي والثلاثون : ( ازهَدْ فِي الدُّنيا يُحِبَّكَ الله ، وازهَدْ فيمَا في أيدي النَّاسِ يُحبَّكَ النَّاسُ ).
5- الحديث التاسع والثلاثون : ( إِنَّ اللَّهَ تَجَاوَزَ عَنْ أُمَّتِي : الْخَطَأَ ، وَالنِّسْيَانَ ، وَمَا اسْتُكْرِهُوا عَلَيْهِ ).
6- الحديث الحادي والأربعون : ( لا يُؤمِنُ أَحدُكُم حتّى يكونَ هَواهُ تَبَعاً لِما جِئتُ بِهِ )
وهذه الأحاديث الأقرب ضعفها من حيث السند كما ذكر الحافظ ابن رجب ، وإن كانت معانيها صحيحة ومقبولة .
وللوقوف على سبب ضعفها وما في أسانيدها من علل يراجع كتاب : " جامع العلوم والحكم " للحافظ ابن رجب الحنبلي ، فقد أفاد وأجاد في هذا الأمر .
قال الشيخ ابن عثيمين : " ولذلك يحسن تتبع شرح ابن رجب رحمه الله ، ونقل تعقيبه على الأحاديث ؛ لأن ابن رجب حافظ من حفَّاظ الحديث ، وهو إذا أعلَّ الأحاديث التي ذكرها النووي رحمه الله يبين وجه العلة ". انتهى ، "شرح الأربعين النووية" صـ 394
وهناك أحاديث أخرى تكلم فيها بعض العلماء ، ولكن الأقرب أنها لا تنزل عن درجة الحسن ، والله أعلم .
" ولعل عذر المؤلف [ النووي ] في وقوع هذه الأحاديث الضعيفة في كتابه مع حرصه على الاقتصار فيه على الأحاديث الصحيحة : إنما هو اعتماده غالباً على تصحيح أو تحسين الترمذي ، وسكوت أبي داود على الحديث ... ولم يتفرغ هو بنفسه لإجراء التحقيق عليها ، ... وإلا فلو أن النووي توجه أو تيسر له النظر في أسانيد تلك الأحاديث ، لتبينت له إن شاء الله عللها وضعفها ". انتهى ، من مقدمة الشيخ الألباني لكتاب "رياض الصالحين" صـ 6 .
ثانياً : للوقوف على تخريج أحاديث الأربعين النووية بإمكانك الرجوع إلى بعض الطبعات المحققة لكتاب" الأربعين النووية " والتي اعتنى فيها المحقق ببيان مخرجي هذه الأحاديث ، وهي طبعات كثيرة ومتوافرة في الأسواق ، ومنها الطبعة التي حققها الشيخ : عبد القادر الأرناؤوط رحمه الله تعالى ، وهي من طباعة دار ابن كثير بدمشق .
وكذلك يمكن الاستعانة ببعض البرامج الحاسوبية " كبرنامج حرف للكتب التسعة " ، و" المكتبة الشاملة " ، ويمكن ـ أيضا ـ الرجوع إلى "الموسوعة الحديثية" في موقع "الدرر السنية" ، للوقوف على تخريج هذه الأحاديث .
والله أعلم .
تعليق