الحمد لله.
أولا :
الأمر كما قلت - أيتها السائلة الكريمة- من أن المسلم لا يحل له أن يقيم علاقة بامرأة أجنبية عنه، خارج إطار الزواج ؛ بل الحال التي وصفتها هي حال أهل الجاهلية والعياذ بالله في اتخاذ الأخدان ، وقد بين الله لعباده أنهم ليس لهم أن يطلبوا النساء من طريق اتخاذ الأخدان ، بل من طريق الزواج الطاهر الحلال ، قال الله تعالى : ( الْيَوْمَ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حِلٌّ لَكُمْ وَطَعَامُكُمْ حِلٌّ لَهُمْ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الْمُؤْمِنَاتِ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ إِذَا آتَيْتُمُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ مُحْصِنِينَ غَيْرَ مُسَافِحِينَ وَلَا مُتَّخِذِي أَخْدَانٍ وَمَنْ يَكْفُرْ بِالْإِيمَانِ فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ ) المائدة/5 ، وهو نفس الحكم الذي وجهه للنساء : ( فَانْكِحُوهُنَّ بِإِذْنِ أَهْلِهِنَّ وَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ مُحْصَنَاتٍ غَيْرَ مُسَافِحَاتٍ وَلَا مُتَّخِذَاتِ أَخْدَانٍ ) النساء/25 .
ثانيا :
لسنا ندري ماذا نقول لك يا أمة الله ؛ فلو كان زوجك هو الذي توجه إلينا بسؤاله ، لكان أيسر علينا في نصحه ووعظه ؛ إننا نقول لك : ليته كان متزوجا من هذه المرأة ، إذ كان أهون لذنبه من أن يبقى على علاقة محرمة بها .
وأما حاله معك: فلا شك أنه لا يحل له أن يتركك هذه المدة التي تحتاجينه فيها، بل يجب عليه أن يعاشرك بالمعروف، ولا أن يهجرك لأجل تحصيل الدنيا، لو لم يكن يقع في أمر محرم
وإذا كان له هناك زوجة أخرى : فلا يحل له أن يقيم عندها ويدعك ، بل إما أن يعيش معكما في مكان واحد ، حتى يتمكن من العدل في القسمة بينكما ، الذي هو واجب عليه .
وإما أن يقسم لك بقدر ما أقام عندها، ويقيم معك مثل ذلك.
هذا إذا أحسنا الظن، وقلنا إنه متزوج، لكنه فقط يكذب !! ولا حول ولا قوة إلا بالله .
على أية حال :
حاولي أن تتفاهمي مع زوجك قدر الإمكان ، واشرحي له حاجتك إلى أن تكوني بجانبه ، ولو أمكن أن يتوسط بعض أهلك ، أو بعض أهله ، بحكمة وروية ، ليقنعه بذلك ، ويجمع شملكما ، فهو خير إن شاء الله .
نسأل الله أن يصلح لك زوجك ، وأن يجمع بينكما في خير .
والله أعلم .
تعليق