الحمد لله.
يعمد بعض الناس لإنتاج مقاطع فيديو متنوعة يَظهر فيها عظيم خلق الله وأشياء أخرى تدعو لأخلاق فاضلة كبر الوالدين وكفالة اليتيم ، وبعض أولئك المنتجين لتلك المقاطع يضع معها آيات قرآنية تدل على المراد من المقطع إما أثناء عرضه أو في آخره ، ولا يظهر لنا مانع من هذا الفعل إذ لا يعدو كون الأمر استدلالاً على مادة المقطع بآيات من القرآن ، لكن ينبغي أن يراعى في ذلك أمور :
1. أن لا يكون المقطع مشتملاً على موسيقى .
2. أن لا يظهر في المقطع نساء .
3. أن لا تكون المادة المعروضة من عالم الغيب ، فلا ينبغي أن تعرض جنان وحدائق دنيوية ثم تُذكر آيات فيها ذِكر جنة الخلد ، ولا أن تُعرض في المقطع نيران عظيمة ثم تُذكر آيات فيها ذِكر جهنم ؛ وذلك لاختلاف ما في الدنيا مما في الآخرة إذ لا يشتركون إلا في الأسماء .
ولا بأس بعرض مقاطع دلَّت عليها الآيات القرآنية مما لا يكون أجنبيّاً عن المعروض ويكون هو ذاته المراد في الآية القرآنية ، ومثاله : ما ذكره الأخ السائل من عرض مقاطع للبحر وأمواجه ثم تُذكر آيات فيها ذِكر ذلك ، ومثله – كذلك – عرض الجبال والأنهار والشمس والقمر والسفن والبهائم ومراحل خلق الجنين ، وما يشبه ذلك مما يطابق معنى الآية ما هو معروض للمشاهد ، ولو عُرض مقطع فيديو لإبل وكان فيه تفاصيل خلقه ثم كان في المقطع آية ( أَفَلاَ يَنظُرُونَ إِلَى الإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ ) الغاشية/ 17 : لكان ذلك مطابقاً للمراد بالآية القرآنية ، فهذه الأمور الدنيوية المعروضة في المقطع هي ذاتها التي ستذكر في الآيات القرآنية ، ومثله لو كان المقطع في بر الوالدين وكفالة اليتيم ثم تُذكر آيات قرآنية فيها ذِكر ذلك ، فهو لا بأس به إن شاء الله .
وانظر جواب السؤال رقم (
131472 ) ففيه فوائد مهمة .
والله أعلم
تعليق