الأحد 21 جمادى الآخرة 1446 - 22 ديسمبر 2024
العربية

هل يخطبها وليست على درجة كافية من الالتزام ولكنها مؤدبة ومطيعة ؟

السؤال

أحد زملائي فى العمل عرض علىَ أخته للزواج ، وهو يعلم المواصفات التي أرغب بها ، من حيث الالتزام والأخلاق ، ولكنّه قال لي إنها ليست على درجة عالية من الالتزام ، ولكنّها تتمتع بقدر كبير من الطاعة والأدب وتريد أن تلتزم ، فذهبت لرؤيتها ومن خلال الحوار وجدت أن عندها رغبة فى الالتزام وحب للدين ، كما أنّها لاقت قبولاً فى نفسي ، ولكنّها كانت مخطوبة قبل ذلك , فهل لي أن أسألها عن تفاصيل الخطبة السابقة ، وهل لي أن أسألها عن تفاصيل حياتها قبل التخرج من الجامعة وإن كان لها اختلاط بالشباب ؟ وهل تنازلي عن درجة الالتزام التي كنت أريدها فى مقابل هدوء الشخصية والأدب يعد مخالفاً لقول الرسول " فاظفر بذات الدين " ، مع العلم برغبتنا المشتركة فى بناء الأسرة على أسس الدين وعلى ما يرضى الله عز وجل ؟

الجواب

الحمد لله.


أولا :
لا حاجة بك إلى سؤال هذه الفتاة عن تفاصيل خطبتها السابقة ، ولا عن تفاصيل حياتها قبل التخرج من الجامعة ، بل ليس ذلك من حقك أصلا ؛ فإن هذا حق الله فيما بينها وبينه ، ولم يكن لك عليها حق في هذا الوقت ، حتى تسألها عنه ، أو تطالبها به ؛ بل ليس لك إلا ما ظهر منها الآن ؛ فإن كان ظاهرها الخير والصلاح ، فأمض أمرك معها ، وإياك أن تسألها يوما ما ، أو تفتش وراءها عما كان ، وإن لم يكن ظاهرها مرضيا ، فاصرف نفسك عنها ، دون أن تسألها أيضا ، أو تفتش وراءها .
وما منا من أحد إلا وله في ماضيه ، بل وفي حاضره أيضا ، ما يرجو أن يغفره الله له ويستره عليه في الدنيا والآخرة .
قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما : ( إِنَّ اللَّهَ حَلِيمٌ رَحِيمٌ بِالْمُؤْمِنِينَ يُحِبُّ السَّتْرَ ) رواه أبو داود (5192) ، وحسن الألباني إسناده موقوفا " صحيح وضعيف سنن أبي داود " .

بل إن الواجب عليك عكس ذلك تماما ، الواجب عليك إذا ما اطلعت على عورة أن تسترها بجهدك ، لا أن تبحث فيما يظهر لك منه السلامة ، حتى تقف على عورة له .
وروى مسلم (2590) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :
( لَا يَسْتُرُ اللَّهُ عَلَى عَبْدٍ فِي الدُّنْيَا إِلَّا سَتَرَهُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ) .

ثانيا :
إذا كانت هذه الفتاة قد أعجبتك صورتها ، ولمست فيها الطاعة وحسن الأدب ، ورغبتها في الالتزام ، ورغبت في الزواج بها ، فلا بأس من التقدم لخطبتها ، ولا يخالف ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم : ( فَاظْفَرْ بِذَاتِ الدِّينِ تَرِبَتْ يَدَاكَ ) فإن من كانت على جانب من الأدب والخلق الحسن ، ولديها الرغبة الصادقة في الالتزام بأحكام الدين وأخلاقه ، هي ذات خلق ودين ، وذوات الخلق والدين يتفاوتن ، ولم يحد النبي صلى الله عليه وسلم لذلك حدا معينا ، وإنما جاء قوله ( فَاظْفَرْ بِذَاتِ الدِّينِ تَرِبَتْ يَدَاكَ ) بعد قوله ( تُنْكَحُ الْمَرْأَةُ لأَرْبَعٍ : لِمَالِهَا ، وَلِحَسَبِهَا ، وَجَمَالِهَا ، وَلِدِينِهَا ) والحديث في البخاري ( 5090 ) ومسلم ( 1466 ) تحريضا للخاطب أن يلتفت إلى ذات الدين دون غيرها .
فإذ كانت الفتاة على ما وصفت ، فنرجو أن يكون اقترانك بها خيرا لكما ، وأن يوفقكما الله في ذلك .
وبإمكانك أن تستعين بأخيها ، وعلاقتك به ، لإتمام ما نقص عندها من العلم ، أو العمل ، في أثناء فترة الخطبة .

والله أعلم

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر: الإسلام سؤال وجواب