الأحد 21 جمادى الآخرة 1446 - 22 ديسمبر 2024
العربية

هل يجوز أن يسمي ابنته بـ " النازعات " ؟

176437

تاريخ النشر : 01-02-2012

المشاهدات : 13783

السؤال


النازعات هي إحدى سور القرآن وتعني " الملائكة التي تنزع نزعاً شديداً". وأريد أن أسمي ابنتي بهذا الاسم، فهل هذا سائغ؟ وشكراً.

الجواب

الحمد لله.


أولاً :
يقول الله عز وجل : ( وَالنَّازِعَاتِ غَرْقًا * وَالنَّاشِطَاتِ نَشْطًا * وَالسَّابِحَاتِ سَبْحًا * فَالسَّابِقَاتِ سَبْقًا * فَالْمُدَبِّرَاتِ أَمْرًا ) النازعات/ 1 – 5
وهؤلاء كلهم ملائكة الرحمن سبحانه وتعالى ، يقوم كل منهم بما يوكل إليه من أعمال .
فالنَّازِعَات غَرْقًا هم الملائكة ، حين تنزع أرواح بني آدم ، فمنهم من تأخذ روحه بعُنف فَتُغرق في نزعها ، ومنهم من تأخذ روحه بسهولة وكأنما حَلَّته من نشاط ، وهو قوله: ( وَالنَّاشِطَاتِ نَشْطًا )
"تفسير ابن كثير" (8 /312)
ولا يصح تسمية البنت بأي من هذه الأسماء ؛ لأن هذه ألقاب وصفات أطلقت على الملائكة لما يقومون به من أعمال متنوعة ، فأطلقت عليهم هذه الأسماء كلٌ بحسب نوع عمله ، كما يقال في الحياة الدنيا : هذا طبيب وهذا مهندس وهذا محاسب ، لم تطلق هذه الألقاب على أصحابها إلا لمناسبة العمل الذي يقومون به ؛ فمن لم يكن قائما بهذا المقام ، مكلفا بهذا العمل من ربه ، فإنه لا يسمى بهذا الاسم ، ولو كان من الملائكة ، فضلا عن البشر .
ثانيا :
لا يجوز تسمية البنات بأسماء وألقاب الملائكة المكرمين ؛ لأن في هذا تشبها بالمشركين الذين قال الله فيهم : ( وَجَعَلُوا الْمَلَائِكَةَ الَّذِينَ هُمْ عِبَادُ الرَّحْمَنِ إِنَاثًا أَشَهِدُوا خَلْقَهُمْ سَتُكْتَبُ شَهَادَتُهُمْ وَيُسْأَلُونَ ) الزخرف/ 19 ، وقال سبحانه : ( أَفَأَصْفَاكُمْ رَبُّكُمْ بِالْبَنِينَ وَاتَّخَذَ مِنَ الْمَلَائِكَةِ إِنَاثًا إِنَّكُمْ لَتَقُولُونَ قَوْلًا عَظِيمًا ) الإسراء/ 40

قال الشيخ بكر أبو زيد رحمه الله : " أما تسمية النساء بأسماء الملائكة ؛ فظاهر الحرمة ؛ لأن فيها مضاهاة للمشركين في جعلهم الملائكة بنات الله ، تعالى الله عن قولهم ". انتهى من "معجم المناهي اللفظية" ( ص 565 ) .

وسئل الشيخ ابن عثيمين رحمه الله :
ما حكم تسمية البنت بـ"ملاك" ؟
فأجاب : " ملاك مفرد ملائك ، فلا يُتسمى بها . كما أن في ذلك نوع موافقة لفعل الكفار في تسمية الملائكة بنات الله . ( وَجَعَلُوا الْمَلَائِكَةَ الَّذِينَ هُمْ عِبَادُ الرَّحْمَنِ إِنَاثاً ) فهذا المعنى يدعو إلى المنع أيضاً " انتهى .
"ثمرات التدوين من مسائل ابن عثيمين" (ص 128)

ثالثا :
في الأسماء المستحسنة – وهي كثيرة بحمد الله – الكفاية والمندوحة عن مثل هذه الأسماء التي أقل أحوالها أن يقال : فيها شبهة .
قال ابن عثيمين :
" أنا أكره أن يسمى الإنسان ابنته مِلاك أو مَلاك وأقول: هل ضاقت عليه الأسماء ؟ الأسماء ألوف مؤلفة ، وربما لا يكون عنده إلا هذه البنت ، فالأسماء كثيرة يأخذ من أسماء نساء الصحابة رضي الله عنهن ، من أسماء نساء بلده ، أما أن يأتي إلى أشياء أدنى ما نقول إن فيها شكاً ، فدع ما يريبك إلى ما لا يريبك . والأسماء والحمد لله واسعة " انتهى ."اللقاء الشهري" (1 /184) .
رابعا :
هذا الاسم غير معروف في الناس ، ولغرابته قد يثير حوله الكلام والتساؤلات والتهكمات ونحو ذلك مما درج عليه كثير من عامة الناس .
وكون " النازعات " اسم لإحدى سور القرآن لا يدل على مشروعية تسمية الناس به ؛ فالبقرة مثلا وكذا النحل والنمل والعنكبوت أسماء لسور من سور القرآن ، ومع ذلك لا يسوغ التسمية بها ؛ بل نص بعض أهل العلم على كراهة التسمي بأسماء سور القرآن .
وينظر جواب السؤال رقم (7180) ، ورقم (82786) .
والله أعلم

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر: الإسلام سؤال وجواب