الحمد لله.
نحمد الله تعالى أن من على هذا العبد بالتوبة النصوح ، ونسأل الله أن يبدل له ما سلف من سيئاته حسنات ، وأن يتجاوز عنه ، ويثبته على الهدى والصراط المستقيم .
وأما تفرغه للعبادة فيما بقي : فليعلم أنه لا رهبانية في الإسلام ، وأنه لا بد له من أمر معاشه ومعاده ، فلا بد له من أن يسعى في طلب رزقه ورزق من يعوله ويقوته ؛ فليجمع بين ذلك ، وبين أداء فرائض العبادة عليه : من الصلاة والزكاة والصيام والحج ، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، وهكذا .
ثم ليجتهد بعد ذلك في نوافل العبادة بحسب وسعه وطاقته .
فإن كان في كفاية من أمر عيشه ، وكان عنده من المال ما يغنيه عن سؤال الناس ، فلا بأس أن يتفرغ لطاعة الله جل وعلا ، والاجتهاد في نوافل الطاعات وفضائل الخيرات .
لكن من الخطأ أن يظن أن طلب العلم يشغله عن العبادة ، فإنه مطالب بطلب ما ينفعه في أمر دينه من العلم ؛ فإن حصل القدر الواجب من ذلك ، فلينظر فيما بقي : فإن كان عنده أهلية لطلب العلم ، وقدرة على نفع نفسه ، ونفع الناس به ، فليعلم أن طلب العلم ، ونشره وتعليمه ، أفضل من مجرد التفرغ لنوافل الطاعات .
وإن لم يكن عنده أهلية لذلك ، فلا بأس أن يتفرغ للعبادة ، مع مراعاة ما سبق بيانه من أداء الحقوق والواجبات .
والله أعلم
تعليق