الحمد لله.
وضع أصابع القدمين على الأرض أثناء الصلاة لا يجب إلا في حال السجود فقط ، فلو رفع المصلي أصابع قدميه أثناء القيام أو الركوع ، فصلاته صحيحة ولا شيء عليه ؛ فقد نص أهل العلماء رحمهم الله على صحة صلاة من رفع إحدى قدميه أثناء الصلاة ، ولا شك أن رفع الأصابع أسهل .
قال النووي رحمه الله : " لو قام على إحدى رجليه صحت صلاته مع الكراهة , فإن كان معذورا فلا كراهة " انتهى من " المجموع " ( 3 / 239 ) .
لكن إذا لم تكن هناك حاجة
لرفع الأصابع : كره للمصلي أن يرفع أصابعه ؛ لأن ذلك نوع من العبث الذي يخل بالخشوع
في الصلاة ، ولأن من تمام استقبال القبلة : أن يوجه أصابع قدميه نحو القبلة أثناء
القيام ، وفي صحيح البخاري (828) من حديث أبي حميد الساعدي في سياقه لهيئة النبي
صلى الله عليه وسلم في صلاته : ( وَاسْتَقْبَلَ بِأَطْرَافِ أَصَابِعِ رِجْلَيْهِ
القِبْلَةَ ) ؛ وهذه الجملة وإن كانت في وصف سجوده صلى الله عليه وسلم ؛ إلا أنها
تدل على أن الاستقبال بأصابع القدمين ، هو أصل مراعى في الصلاة ، مع الإمكان .
روى ابن جريج ، عن طاوس ، قال : " كان ابن عمر إذا صلى استقبل القبلة بكل شيء ، حتى
بنعليه ، وروى سالم عن ابن عمر ، أنه كره أن يعدل كفيه عن القبلة " .
انتهى من "فتح الباري" لابن رجب (2/282) .
قال النووي رحمه الله : " ويستحب أن يوجه أصابعهما – أي : القدمين - إلى القبلة " .
انتهى من " المجموع " ( 3 / 239 ) .
والله أعلم
تعليق