الحمد لله.
أولا :
معلوم أن الظلم حرمه الله تعالى على عباده ، وقد وعد الله المظلوم بنصرته واستجابة دعائه ، وقال النبي صلى الله عليه وسلم : ( ثَلَاثَةٌ لَا تُرَدُّ دَعْوَتُهُمْ الْإِمَامُ الْعَادِلُ وَالصَّائِمُ حِينَ يُفْطِرُ وَدَعْوَةُ الْمَظْلُومِ يَرْفَعُهَا فَوْقَ الْغَمَامِ وَتُفَتَّحُ لَهَا أَبْوَابُ السَّمَاءِ وَيَقُولُ الرَّبُّ عَزَّ وَجَلَّ : وَعِزَّتِي لَأَنْصُرَنَّكِ وَلَوْ بَعْدَ حِينٍ ) رواه الترمذي (2525) صححه الألباني في "صحيح الترمذي" .
فدل هذا الحديث على مشروعية دعاء المظلوم على من ظلمه ، لكن لا يدعو عليه بغير مظلمته ، ولا يعتدي عليه في الدعاء ، فيظلمه هو الآخر .
وينظر للفائدة : جواب السؤال رقم (45653) ورقم (71152) .
ثانيا :
ترديد قراءة سورة الفيل للتخلص من الظالم والانتقام منه لا نعلم له أصلا ، وهو إلى البدعة أقرب.
قال الشيخ بكر أبو زيد رحمه الله :
" ومن البدع التخصيص بلا دليل ، بقراءة آية ، أو سورة في زمان أو مكان أو لحاجة من الحاجات ، وهكذا قصد التخصيص بلا دليل .
ومنها :
- قراءة الفاتحة بنية قضاء الحوائج وتفريج الكربات.
- قراءة سورة الكهف يوم الجمعة على المصلين قبل الخطبة بصوت مرتفع.
- قراءة سورة يس أربعين مرة بنية قضاء الحاجات " انتهى باختصار.
انتهى من " بدع القراءة " (ص/14-15) .
وإذا قدر أنه قد حصل لك نفع
عقب قراءتها على مسـتأجر آخر ، فلا يعني ذلك أنه كان بسبب قراءتها ، ولا يعني ـ من
باب أولى ـ أن ذلك أمر مشروع مستحب .
قال الشوكاني رحمه الله :
" السنة لا تثبت بمجرد التجربة ، ولا يخرج بها الفاعل للشيء معتقدا أنه سنة عن كونه
مبتدعا . وقبول الدعاء لا يدل على أن سبب القبول ثابت عن رسول الله صلى الله عليه
وسلم ؛ فقد يجيب الله الدعاء من غير توسل بسنة ، وهو أرحم الراحمين ، وقد تكون
الاستجابة استدراجا " .
انتهى من "تحفة الذاكرين" (ص 211) .
وأما ما يحصل لك عند قراءتها من برودة القلب ، أو راحة البال ، فهذا أمر لا ينكر ؛
فقد قال الله تعالى : ( الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ
اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ ) الرعد/28 ؛ لكن ينبغي أن
تنصرف عنايتك إلى القرآن كله ، مع زيادة اهتمام بما ثبت له فضيلة خاصة في الشرع ،
كسورة الإخلاص ، والملك ، ونحو ذلك .
والله أعلم .
تعليق