الحمد لله.
لم يُكرِه نبي الله سليمان عليه السلام بلقيس ملكة سبأ على الإسلام ، وإنما أسلمت طواعية ؛ كما أخبر الله تعالى عنها في قوله عز وجل : ( قَالَتْ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي وَأَسْلَمْتُ مَعَ سُلَيْمَانَ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ) النمل/ 44 .
فأخبرت أنها ظلمت نفسها بعبادتها الشمسَ من دون الله ، ثم أقرت بالإسلام طواعية فأسلمت مع سليمان لله رب العالمين ، ولو كانت أُكرهت على الإسلام لما قالت ذلك.
أما قول نبي الله سليمان عليه السلام : ( ارْجِعْ إِلَيْهِمْ فَلَنَأْتِيَنَّهُمْ بِجُنُودٍ لَا قِبَلَ لَهُمْ بِهَا وَلَنُخْرِجَنَّهُمْ مِنْهَا أَذِلَّةً وَهُمْ صَاغِرُونَ ) النمل/ 37 .
فهذا من الجهاد الواجب لنشر دين الله ، وليس من الإكراه على الدخول في الإسلام في شيء ؛ فإن الجهاد إنما شرع لتكون كلمة الله هي العليا ، وإزالة سلطان الممالك التي تحول بين الناس وبين دين الله .
وأيضا فقد كان سليمان ملكا ، قد جمع الله له ملك الأرض ، كما قال غير واحد من السلف ، فليس لأحد أن يستقل في بعض ملكه بأمر دون أمره ، خاصة إذا كان في أعظم أمر شرع له الجهاد ، وأقيمت اله الممالك .
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه
الله :
" جهاد المسلمين للكفار ليس لأن يسلموا ، قال سبحانه : (لا إكراه في الدين) لكن من
أجل أن تكون كلمة الله هي العليا ، وأن تكون السيطرة لدين الإسلام " .
انتهى من "مجموع فتاوى ورسائل العثيمين" (25/ 303) .
وقال الشيخ صالح الفوزان
حفظه الله :
" الدخول في الإسلام لا يمكن الإكراه عليه ، الدخول في الإسلام هذا شيء في القلب ،
وهذا اقتناع في القلب ، ولا يمكن أن نتصرف في القلوب ، وأن نجعلها مؤمنة، هذا بيد
الله عز وجل ، هو مقلب القلوب ، وهو الذي يهدي من يشاء ويضل من يشاء ، لكن واجبنا
الدعوة إلى الله عز وجل والبيان والجهاد في سبيل الله لمن عاند وعرف الحق وعاند بعد
معرفته ، فهذا يجب علينا أن نجاهده ، وأما أننا نكرهه على الدخول في الإسلام ونجعل
الإيمان في قلبه قسرا هذا ليس إلينا، وإنما هو راجع إلى الله سبحانه وتعالى " انتهى
من "مجموع فتاوى الشيخ صالح بن فوزان" (1/ 209) .
وكون ملكة سبأ أسلمت وأقرت
بظلم نفسها حال الكفر مما يدل دلالة واضحة على الرضا بالإيمان عن طواعية ، وعدم
الإكراه .
وينظر جواب السؤال رقم : (178756)
، ورقم : (82613)
.
والله تعالى أعلم .
تعليق