الحمد لله.
نعم ، إن من عقيدة المسلمين الراسخة ومن أركان دينهم الإيمان بأنبياء الله ورسله جميعا – صلى الله عليهم وسلم - ؛ كما قال تعالى : ( قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ ) البقرة/ 136.
وقال تعالى : ( آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ )البقرة/ 285 .
ومن مقتضى الإيمان بالأنبياء جميعا : محبتهم ، وموالاتهم ، وتوقيرهم ، وتعظيمهم ، ومعرفة فضلهم .
غير أن هذه العبارة ، والتي ترجمتها : " أنا أحب يسوع " ، مما يختص به النصارى ، وصار شعارا عليهم ؛ حيث إن " يسوع " هو اسم أطلقه النصارى على نبي الله عيسى عليه السلام ، فحرفوا " عيسى " إلى " يسوع " ، كما حرفوا " يحيى " إلى " يوحنا " ، وحرفوا " يونس " إلى " يونان " ، وحرفوا " مريم " إلى " ماري "
وليس في كلام الله تعالى ولا في كلام رسوله صلى الله عليه وسلم ولا في كلام أحد من أصحابه رضي الله عنهم ، بل ولا علمناه جاء في كلام أحد من علماء أهل السنة إطلاق اسم " يسوع " على نبي الله عيسى عليه السلام ، وإنما يقال " عيسى " ويقال " المسيح " .
فالمسلمون يقولون " نحن نؤمن بعيسى عليه السلام ونحبه ، ونتقرب إلى الله تعالى بحبه ، ولكن لا يقولون كما قال هؤلاء الذين حرفوا دين الله وبدلوا كلام الله : " نحن نؤمن بيسوع ونحبه " .
وكذلك فإن " يسوع " عند النصارى معناه " المخلّص " ، وهم يعتقدون أن دينهم الذي هم عليه دين الخلاص ، فقد ارتبط اسم " يسوع " ومعناه بعقيدتهم الباطلة ، فلا يجوز أن نتشبه بهم في ذلك .
فالمسيح عيسى بن مريم ، نبي الله ورسوله ، الذي نؤمن به ، ونؤمن أنه بشر بنبينا محمد صلى الله عليه وسلم ، ليس هو "يسوع" المخلص ، ابن الله ، ثالث ثلاثة ، الذي يؤمن به النصارى .
والعبارة التي ذكرت هي إشارة لهذا الآخر ، وشعار لدين الكفر ؛ فلأجل ذلك منعت ، ولم يجز أن يكتبها المسلم ، ولا أن يلبس ثيابا تحملها .
وينظر حول التشبه بالكفار جواب السؤال رقم : (69789) .
والله تعالى أعلم .
تعليق