الحمد لله.
أولا:
اشترط الباري سبحانه وتعالى في العمل الصالح شرطين رئيسيين ، قال تعالى : ( فَمَنْ كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحاً وَلا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدا ) الكهف/من الآية110 ، فلا بد من صلاح العمل ، ولا يكون صالحا إلا بموافقة شرع الله عز وجل ، وأن يكون خالصا لوجهه الكريم .
ومتى ما تعبد الإنسان بما لم يشرع الله عز وجل لم يقبل منه ذلك ، وكان مردودا عليه، لأنه من جملة الابتداع في الدين ، راجع سؤال رقم : (11938).
ثانيا :
بناء على ما تقدم فما تفعله من السجود شكرا لله عز وجل غير مشروع ، بل هو من جملة الابتداع في الدين ، ولا يدخل في سجود الشكر الذي دلت السنة عليه ؛ لأن سجود الشكر يكون عند تجدد النعم واندفاع النقم ، ولا يكون على النعم الدائمة التي يتقلب فيها الإنسان ليلا ونهارا ، ويراجع سؤال رقم : (140804) .
ومن ظن أنه سيقوم بشكر نعم الله عز وجل فقد جهل قدر نفسه وعظيم نعم الله عز وجل عليه ، قال تعالى : ( وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا ) النحل /18 ، وحسب المؤمن أن يعمل بما أمر الله عز وجل ، ويجتنب ما نهاه عنه ، ويسأل الله أن يعامله برحمته وعفوه .
وما زال النبي صلى الله عليه
وسلم يصلي لله ، وما زال يشعر بنعم ربه عليه ، وما زال ، وما زال ، ومع ذلك ، لم
يكن يفعل ما تفعله من هذا السجود ، وبهذه الصفة .
ولأجل ما ظفر بك الشيطان في هذا الباب ، فقد تطور الأمر إلى أن يفسد عليك صلاة
النافلة بسجدة زائدة فيها ، ليس لها محل مشروع ، فإن سجود السهو من غير موجب له ،
هو من جملة الزيادة في الصلاة .
ومتى ظفر منك بذلك في النافلة ، فالفريضة مثلها ، ولن يدعك الشيطان حتى يفسد عليك
فريضتك بذلك .
ثالثا :
ما يعرض لك هو من جملة الوساوس الشيطانية التي يريد الشيطان أن يصرفك بها عن طاعة
الله والقيام بحقوقه إلى درك البدعة وظلماتها ، وانظر في أسباب الوسوسة وعلاجها
سؤال رقم : (39684).
والله أعلم .
تعليق