الخميس 18 جمادى الآخرة 1446 - 19 ديسمبر 2024
العربية

حكم قول القائل " لبيك يا رسول الله " .

191792

تاريخ النشر : 01-02-2013

المشاهدات : 83458

السؤال

ما حكم قول ( لبيك يا محمد ) ، ( لبيك يا رسول الله ) ؟

الجواب

الحمد لله.

أما قول القائل : " لبيك يا رسول الله " ، في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فهذا لا إشكال في جوازه ، وقد اشتهر ذلك عن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم في وقائع عديدة .
روى البخاري (128) ومسلم (32) عن أَنَس بْن مَالِكٍ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمُعاذٌ رَدِيفُهُ عَلَى الرَّحْلِ قَالَ : ( يَا مُعَاذَ بْنَ جَبَلٍ ) ، قَالَ : لَبَّيْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ وَسَعْدَيْكَ ، قَالَ : ( يَا مُعَاذُ ) ،قَالَ : لَبَّيْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ وَسَعْدَيْكَ - ثَلَاثًا – قَالَ : ( مَا مِنْ أَحَدٍ يَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ صِدْقًا مِنْ قَلْبِهِ إِلَّا حَرَّمَهُ اللَّهُ عَلَى النَّارِ ) .
" قال ابن الأنبارى : معنى قوله : ( لبيك ) أنا مقيم على طاعتك ، من قولهم : لب فلان بالمكان وألب به إذا أقام به ، ومعنى سعديك من الإسعاد والمتابعة ، وقال غيره : معنى ( لبيك ) أى : إجابة بعد إجابة ، ومعنى سعديك : إسعادا لك بعد إسعاد ، قال المهلب : والإجابة بنعم وكل ما يفهم منه الإجابة كاف ، ولكن إجابة السيد والتشريف بالتلبية والإرحاب والإسعاد أفضل " انتهى من "شرح صحيح البخارى" (9 /50) .
وينظر جواب السؤال رقم (21617) .

وإذا كان مقررا أن النداء والخطاب إنما يكون للحي ؛ فلا ينادى إلا الحي الذي يسمع من يناديه ، ولا يخاطب كذلك إلا الحي الذي يسمع الخطاب ، ولا يطلب شيء إلا من الحي الذي يسمع ، ويقدر عادة على ما طلب منه .

ومع أن الذي يظهر من حال من يقول أو يطلق هذا القول ، أو يجعله شعارا ، ويدعو إليه ، أنه يريد المبالغة في إظهار طاعة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولزوم أمره ، وإغاظة من يعاديه أو يكرهه ؛ وهذا مقاصد شرعية حسنة مطلوبة ، إلا أن إيهام الكلام لمن لا يعرف المدلول البلاغي فيه ، بأن رسول الله صلى الله عليه وسلم شأن كشأن الأحياء يسمع من يناديه أو يخاطبه ، وربما انتقل من ذلك إلى دعائه وندائه أو الاستغاثة به ؛ لأجل ما تحمله العبارة من إيهام معنى باطل ، كان من المتوجه أن يترك مثل هذا الشعار ، ويستعاض عنه بالعبارات التي لا لبس فيها ولا إيهام ؛ لا سيما وأن "التلبية الحقيقية" لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، ونصرته التي يحبها ، وإغاظة عدوه وكارهه الحقيقية : إنما تكون بدوام طاعته ، ولزوم أمره ، وليست بمجرد الدعاوى والأقوال .

سئل الشيخ صالح الفوزان حفظه الله :
توجد بعض الملصقات على المحلات مكتوب عليها : " لبيك يا رسول الله! "
فهل تجوز هذه العبارة ؟ وهل هي شرك ؟ وما الواجب علينا نحوها ؟

فأجاب :
" لبيك " هذا لله عز وجل : ليبك اللهم لبيك ، لبيك لا شريك لك .
أما " لبيك يا رسول الله " : لو أن الرسول صلى الله عليه وسلم ناداك ، وقال : يا فلان ، تقول : " لبيك يا رسول الله " ، كما كان الصحابة رضي الله عنهم إذا دعاهم قالوا : لبيك يا رسول الله .
أما بعد موته : فلا تقل :" لبيك يا رسول الله " ؛ تقول : لبيك اللهم لبيك " انتهى .
 

والله أعلم .

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر: موقع الإسلام سؤال وجواب

موضوعات ذات صلة