الحمد لله.
أولاً :
لا يحل للمسلم ، ولا للمسلمة أن يتعاطى من الأسباب ما يوقعه في التعلق بأجنبي ؛ فلا يحل له أن يتبع النظرة النظرة ، أو يتكلم مع امرأة على وجه لا يحل له ، أو تخضع هي بالقول ، فضلا عما شاع بين الشباب والفتيات من المراسلات ، والمحادثات والاتصالات ، وما أشبه ذلك من أبواب الفتنة ، وسبل الشهوات .
لكن إن تعفف المرء ، ولم
يتعاط سببا محرما ، ثم غلب على شيء من ذلك ؛ فهو معذور إن شاء الله ، لكن عليه أن
يجاهد نفسه في الله ، ولا يتبعها هواها .
وينظر : جواب السؤال رقم : (105390)
، (131006) .
ثانياً :
الأولى بالمرأة أن تتزوج من وقع في قلبها حبه ، وهكذا الرجل : ينبغي أن يسعى للزواج
بمن وقعت في نفسه ، وانشغل بها ؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( لم نرَ
للمتحابَّيْن مثل النكاح ) رواه ابن ماجه (1847) وصححه البوصيري والشيخ الألباني في
" السلسلة الصحيحة "( 624 ) .
فإن لم يتيسر ذلك لوجود مانع
يمنع من إتمام الزواج ، فلا حرج عليها ولا إثم في قبول الزواج من شخص آخر ، بل هذا
أرجى لقطع تطلعها إلى ما لا تقدر عليه بطريق حلال ، وكف النفس ، وإشباع رغبتها .
على أن تجاهد نفسها في نسيان ما سلف ، وتقطع علائق قلبها عن ذلك الأمر القديم ، ولا
يحل لها أن تتعاطى شيئا يربطها به ، أو يجدد الوصل ، أو يقوي الهوى بينهما ؛ من
مراسلات ، أو اتصالات ، أو نظرة محرمة ، أو تخيل لحالها ومقامها معه ، أو نحو ذلك ؛
ولتعظم رغبتها إلى ربها أن يكفيها بالحلال عن الحرام ، وأن يرزقها الهدى والتقى ،
والعفاف والغنى .
ولتعلمي أن المخالطة وحسن المعاشرة مع زوجك ستولد الحب بينكما ، إن شاء الله ، ومتى اتقيت الله فيه ، وفي نفسك ، أبدلك الله من ذلك الأمر القديم ما هو خير وأعظم بركة منه ، ورزقك من المودة والرحمة ما يكفيك ويغنيك ؛ قال الله تعالى : ( وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ ) الروم/ 21.
وإنما الحِلم بالتحلُّم ، ومن يتصبر : يُصَبِّره الله ، ومن يتق الله يجعل له من أمره يُسْرا .
والله أعلم .
تعليق