الحمد لله.
لقد أخطأت أيتها السائلة منذ البداية ، حينما دخلت في متاهة التعارفات والصداقات ، وعلاقات الفيسبوك والمراسلات ، وأنت تعلمين ، أو هكذا يجب أن تعلمي : أن هذه العلاقات محرمة من أصلها ، لم يجن أحد من وارئها إلا الأوهام ، والخسائر ، وكثيرا ما تجلب الندم ، حين لا ينفع الندم .
ثم أخطأت مرة أخرى ، وأخطأت أسرتك ، حينما تسرعتم بالقبول بهذا الخاطب ، من أول مرة ، من غير أن تتبينوا حقيقته ، وشخصيته ، وتتحروا عنه جيدا .
ثم أخطأت أنت وأسرتك ، مرة ثالثة ، حينما فتحتم له البيت ، ليبيت فيه ، خلافا لأعراف الناس في بلاد المسلمين عامة ، وخلافا لأدب الشرع ، وكل أدب سليم .
ثم ها هو يتمادى ، ويتمادى .
وسوف تكونين أكثر خطأ ، إذا قبلت بمثل هذا الشخص زوجا ، وقد بان لك من أخلاقه ، ودينه ، ما بان ، ويكفي أنه بدأ طريق المخدرات من الآن .
لست مسؤولة عنه ، ولا عن أسرته ، ولست مسؤولة عما يفعله هو بنفسه ، وإنما أنت مسؤولة عن تصرفاتك ، وعما تجنينه على نفسك ، حينما تقبلين بمثل هذا زوجا لك .
فالذي نراه لك : ألا تقبلي به زوجا مطلقا ، وأن تتدخل أسرتك في ذلك بجد وحزم ، ولا تدع مصيرك ومستقبلك ، لعاطفة متسرعة .
وأما هو : فأهله وأسرته مسؤولون عنه ؛ ولا مانع من تنسيق أسرتك معهم على التدريج في الأمر ، فيتم منعه من زيارتكم لفترة معينة ، باعتبار أن ذلك غير مقبول بالنسبة لكم ، ويسبب لكم إحراجا ، ثم تعرفه أسرته فيما بعد بحقيقة الأمر .
ولتكن هذه بداية لك : تتوبين إلى الله تعالى مما جنيت على نفسك بهذه العلاقات والمخالفات ، وتغلقين على نفسك باب التعارفات ، والعلاقات مع الرجال ؛ أنت عزيزة مصونة في بيت أبيك ، فهكذا كوني ، حتى يخطبك من هو كفؤ لك ، ممن ترضين دينه وخلقه .
يسر الله لك أمرك ، وألهمك رشدك ، وأعاذك من شر نفسك .
والله أعلم
تعليق