الحمد لله.
أولاً :
من أنفع الأدوية لعلاج الوساوس الأعراض التام مع الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم وقراءة القرآن ، وقد سبق في موقعنا إجابات كثيرة فراجعها للفائدة (131496) ، (100268) ، (39684) .
ثانيا :
هون عليك أخي السائل ، فإن الأمر لا يحتاج إلى كل هذا التفكير والحزن ، فقوة المسلم
بالاستقامة على دين الله تعالى وليس بشعر الرأس ولا بغيره من أجزاء البدن ، وانظر
إلى من حولك من الناس تجد الأعمى والمقعد والأقرع ، وفيهم من هم من أئمة الهدى
والعلم ، ولا ينقصهم ذلك شيئاً.
فالذي عليك أن تتذكر ما أنت فيه من النعم المستحقة للشكر وقد قال صلى الله عليه
وسلم : ( انْظُرُوا إِلَى مَنْ أَسْفَلَ مِنْكُمْ وَلَا تَنْظُرُوا إِلَى مَنْ هُوَ
فَوْقَكُمْ فَهُوَ أَجْدَرُ أَنْ لَا تَزْدَرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ ) رواه مسلم
(2963).
ثالثا :
لا بأس بوضع الكحل ــ إذا كان لا بد منه ــ لإخفاء ما قد يظهر من جلدة الرأس ، ولا
يُعدَّ من تغيير خلق الله تعالى ، بل هو من الزينة المباحة ، ما لم يكن في وضع ذلك
تشبه بالنساء أو الكفار ؛ فيحرم استعماله حينئذٍ .
جاء في " الموسوعة الفقهية " (2/280) : " يستحب الاختضاب بالحناء والكتم ؛ لحديث :
( غيروا الشيب ) , فهو أمر , وهو للاستحباب , ولقول النبي صلى الله عليه وسلم : (
إن أحسن ما غيرتم به الشيب الحناء والكتم ) , فإنه يدل على أن الحناء والكتم من
أحسن الصباغات التي يغير بها الشيب ، وأن الصبغ غير مقصور عليهما , بل يشاركهما
غيرهما من الصباغات في أصل الحسن ؛ لما ورد من حديث أنس رضي الله عنه قال : ( اختضب
أبو بكر بالحناء والكتم , واختضب عمر بالحناء بحتاً ) " انتهى .
ولمعرفة الضابط في تغيير خلق
الله تعالى ينظر جواب سؤال رقم : (129370).
رابعاً :
لا بأس بالمسح على الرأس عند
الوضوء مع وجود الكحل ، ولو كان له جرم ؛ لأن المسح مبني على التخفيف ، فلا يشترط
فيه إيصال الماء إلى جميع شعر الرأس ولا إلى منابته ، بل يكفي إمرار اليد على الرأس
بما يغلب على الظن تعميم الرأس بالمسح .
وأما الحناء : فهذه لا يكون لها جرم على الرأس ، أو البدن ، إذا أزيلت ، وإنما يبقى
منها اللون فقط ؛ فلا تكثر من الالتفات إلى مثل ذلك ، لأن هذا سيزيدك وسواسا وبلاء
.
والله أعلم .
تعليق