الجمعة 26 جمادى الآخرة 1446 - 27 ديسمبر 2024
العربية

حديث : ( مَن حدّث حديثا فعُطس عنده فهو حق ) حديث باطل .

194705

تاريخ النشر : 29-03-2013

المشاهدات : 15994

السؤال


هل هناك حديث يدل على أن من كان يتكلم ، وعطس في أثناء كلامه طفل : فهو يتكلم حقا ، أو ما شابه ذلك؟

الجواب

الحمد لله.


روى أبو يعلى الموصلي في "مسنده" (6352) ، وأبو القاسم الطبراني في "المعجم الأوسط" (6509) ، وتمام الرازي في "الفوائد" (1005) ، وابن عدي في "الكامل" (6/402) ، والبيهقي في "الشعب" (9365) كلهم من طريق بقية بن الوليد عن معاوية بن يحيى عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه و سلم : ( من حدث حديثا فعطس عنده فهو حق ) .
وقال الطبراني عقبه : " لم يرو هذا الحديث عن أبي الزناد إلا معاوية بن يحيى ، تفرد به بقية ، ولا يروى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا بهذا الإسناد " انتهى.
وهذا إسناد واه ؛ معاوية بن يحيى ، هو الأطرابلسي ، له مناكير ، انظر : "الكامل" لابن عدي (6/402-403) ، "ميزان الاعتدال" (4/139) .
وبقية بن الوليد مدلس ، وربما دلس عن الكذابين والمجهولين . ينظر : "تهذيب التهذيب" (1 /417-419) .

وهذا الحديث :
قال أبو حاتم الرازي : هذا حديث كذب .
"علل الحديث" (2 /342) .
وقال البيهقي :
هو منكر عن أبي الزناد .
"شعب الإيمان" (7 /33) .
وقال ابن الجوزي :
هذا حديث باطل ، تفرد به معاوية بن يحيى.
"الموضوعات" لابن الجوزي (3 /77) .
وقال البوصيري :
هذا إسناد ضعيف , لتدليس بقية بن الوليد.
"إتحاف الخيرة المهرة" (6 /143) .

وقد رواه عبد الله بن جعفر المدينى ، عن أبى الزناد فقال فيه : ( إذا عطس أحدكم عند حديث كان حقا ) . رواه ابن الجوزي في : "الموضوعات" (3 /77) .

وهذا إسناد ضعيف جدا ، عبد الله بن جعفر ، هو والد الإمام الحافظ علي بن المديني شيخ البخاري ، وكان متروك الحديث ، قال ابن معين : ليس بشيء ، وقال عمرو بن علي : ضعيف الحديث ، وقال أبو حاتم : منكر الحديث جدا يحدث عن الثقات بالمناكير .. " .
وينظر : "تهذيب التهذيب" (5 /153) .

والحديث أورده الألباني في "الضعيفة" (136) وقال : " باطل " .

وللحديث طريق أخرى ، فقال الطبراني في "الأوسط" (3360 ) حدثنا جعفر قال نا إبراهيم بن عبد العزيز بن مروان بن شجاع الحراني بالرقة قال نا الخضر بن محمد بن شجاع قال نا عفيف بن سالم عن عمارة بن زاذان عن ثابت عن أنس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( أصدق الحديث ما عطس عنده ) ثم قال الطبراني : " لم يرو هذا الحديث عن ثابت إلا عمارة ، تفرد به الخضر " انتهى .

وهذا إسناد ضعيف جدا ، عمارة بن زاذان قال الإمام أحمد : يروي عن ثابت عن أنس أحاديث مناكير . وضعفه الدارقطني وابن عمار والساجي وغيرهم .
انظر : "تهذيب التهذيب" (7 /365) .

وأورده الألباني في "الضعيفة" (137) وقال : " باطل " .

فهذا الحديث من جهة السند حديث ضعيف جدا .

وأما من جهة المتن : فهو متن باطل منكر ، قال ابن القيم رحمه الله : " وهذا الحديث ، وإن صحح بعض الناس سنده ، فالحس يشهد بوضعه ، لأنا نشاهد العطاسَ ، والكذبُ يعمل عمله ، ولو عطس مئة ألف رجل عند حديث يروى عن النبي صلى الله عليه وسلم : لم يحكم بصحته بالعطاس ، ولو عطسوا عنده بشهادة رجل ، لم يحكم بصدقه " انتهى .
انظر : "سلسلة الأحاديث الضعيفة" (1 /264) .
أما زيادة الطفل أو الصبي في الحديث ، فلا نعلم لها أصلا .

والخلاصة : أن هذا الحديث لا يصح سندا ولا متنا ، بل هو حديث باطل .
والله تعالى أعلم .

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر: موقع الإسلام سؤال وجواب