الحمد لله.
جاء في " المعجم الوسيط " (2/912) : " النرد : لعبة ذات صندوق وحجارة وفصين تعتمد على الحظ ، وتنقل فيها الحجارة على حسب ما يأتي به الفص ( الزهر ) وتعرف عند العامة بـ ( الطاولة ) " انتهى .
وقد سبق في جواب السؤال رقم : (181642) ، وجواب السؤال رقم : (137930) بيان حكم لعبتي النرد والدمينو ، وأن مبنى اللعبتين قائم على الحظ والتخمين ، مع ما يكون فيهما من تضييع للأوقات ؛ ولهذا ذهب جمع من أهل العلم رحمهم الله إلى حرمة اللعب بتلك الأشياء ، على ما سبق ذكره في الإحالتين السابقتين ، فيرجى مراجعتهما للفائدة .
على أن الذي يظهر من السؤال : أن استعمال النرد ونحوه ، فيما ذكر ، كوسيلة
تعليمية : يختلف في طبيعته ، ويختلف في الغاية منه عن استعمالها للعب ؛ فليس
المقصود فيما ذكر : المقامرة ، أو المغالبة ، وما يترتب على ذلك من مفاسد ، وليس
فيه شيء من أكل المال بالباطل ، وليس هو ـ كذلك ـ من قبيل اللهو المجرد المضيع
للوقت ، أو الملهي عن الواجبات ، وإنما المقصود منه : ابتكار طرق متنوعة لتوصيل
المعلومة ، وتثبيتها في الأذهان .
وبناء على ذلك : فلا يظهر لنا حرج في استعمالها ، من هذه الناحية .
على أن الذي ينبغي أن تطلب الوسائل البعيدة عن الحرج والاشتباه ، والأمر في ذلك
واسع ، ممكن إن شاء الله ؛ فليس ببعيد أن يكون لاستعمال النرد ونحوه في مجال
التعليم ، أثر سلبي على نفوس الأطفال ، حيث يألفها الطفل ، ويعتاد عليها في مثل ذلك
، فينتقل من المجال التعليمي ، بحكم إلفه لها ، إلى مجال الحياة العامة ، واللعب
واللهو المحرم ، لأنه لم يبق في نفسه حاجز من ناحيتها ، ولا نفرة منها .
فلذلك كان المناسب هنا : أن يسعى المعلم إلى تعويض تلك المصلحة التعليمية ، بوسائل
أبعد عن الشبهة والحرج ، والآثار التربوية الضارة .
نسأل الله لك الإعانة والتوفيق .
والله أعلم .
تعليق