الجمعة 10 شوّال 1445 - 19 ابريل 2024
العربية

ما حكم استخدام النرد والدومينو كوسائل تعليمية ؟

197498

تاريخ النشر : 06-11-2013

المشاهدات : 27099

السؤال


فيما يخص تدريس الرياضيات لأطفال الحضانة عن طريق استخدام النرد ، أعتقد أن هناك حكماً شرعياً ينهى عن الألعاب التي يستخدم فيها النرد ، ونحن نستخدم النرد كوسيلة تعليمية في الحضانة ؛ لتعليم الأطفال العد وحفظ الأرقام وبيان الكميات ، فيعطي الطفل نرداً كبيراً ويلقيه فإذا جاء برقم ما ، فإنه يذكره بناءً علي ما تعلمه ، وهذه الطريقة أحد الوسائل المستخدمة لتطبيق ما تعلمه الطفل ، وأنا في حيرة من أمري ، فقد ذُكر لي أنه يحرم استخدام النرد بناءً علي الرواية التي تحرم اللعب بالنرد . فأبحث عن رأي آخر قبل الاستمرار في استخدام هذه الوسيلة ، كما أني استخدم الدومينو أيضا كوسيلة لتعليم الجمع .

الجواب

الحمد لله.


جاء في " المعجم الوسيط " (2/912) : " النرد : لعبة ذات صندوق وحجارة وفصين تعتمد على الحظ ، وتنقل فيها الحجارة على حسب ما يأتي به الفص ( الزهر ) وتعرف عند العامة بـ ( الطاولة ) " انتهى .
وقد سبق في جواب السؤال رقم : (181642) ، وجواب السؤال رقم : (137930) بيان حكم لعبتي النرد والدمينو ، وأن مبنى اللعبتين قائم على الحظ والتخمين ، مع ما يكون فيهما من تضييع للأوقات ؛ ولهذا ذهب جمع من أهل العلم رحمهم الله إلى حرمة اللعب بتلك الأشياء ، على ما سبق ذكره في الإحالتين السابقتين ، فيرجى مراجعتهما للفائدة .

على أن الذي يظهر من السؤال : أن استعمال النرد ونحوه ، فيما ذكر ، كوسيلة تعليمية : يختلف في طبيعته ، ويختلف في الغاية منه عن استعمالها للعب ؛ فليس المقصود فيما ذكر : المقامرة ، أو المغالبة ، وما يترتب على ذلك من مفاسد ، وليس فيه شيء من أكل المال بالباطل ، وليس هو ـ كذلك ـ من قبيل اللهو المجرد المضيع للوقت ، أو الملهي عن الواجبات ، وإنما المقصود منه : ابتكار طرق متنوعة لتوصيل المعلومة ، وتثبيتها في الأذهان .
وبناء على ذلك : فلا يظهر لنا حرج في استعمالها ، من هذه الناحية .

على أن الذي ينبغي أن تطلب الوسائل البعيدة عن الحرج والاشتباه ، والأمر في ذلك واسع ، ممكن إن شاء الله ؛ فليس ببعيد أن يكون لاستعمال النرد ونحوه في مجال التعليم ، أثر سلبي على نفوس الأطفال ، حيث يألفها الطفل ، ويعتاد عليها في مثل ذلك ، فينتقل من المجال التعليمي ، بحكم إلفه لها ، إلى مجال الحياة العامة ، واللعب واللهو المحرم ، لأنه لم يبق في نفسه حاجز من ناحيتها ، ولا نفرة منها .
فلذلك كان المناسب هنا : أن يسعى المعلم إلى تعويض تلك المصلحة التعليمية ، بوسائل أبعد عن الشبهة والحرج ، والآثار التربوية الضارة .

نسأل الله لك الإعانة والتوفيق .

والله أعلم .

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر: موقع الإسلام سؤال وجواب