الحمد لله.
أولاً :
المقصود بـ " البونص " : ما تقدمه شركات ووكلاء الأدوية للصيدليات من عبوات مجانية من الدواء ، تتناسب مع حجم الشراء ، بحيث كلما زادت الكمية المطلوبة زادت النسبة المجانية .
وهذا الأمر ليس قاصراً على الصيدليات ، بل هو أسلوب تسويقي متبع في غالب القطاعات التجارية ، بحيث كلما زادت كمية الشراء كان هناك نسبة خصم أعلى ، أو تقديم مجموعة من السلع المجانية ، كحافز لزيادة المبيعات .
ثانياً :
مثل هذه الحوافز التي تقدمها الشركات للصيدليات ، أو لمحلات البيع بالتجزئة : لا حرج فيها ، وهي من الهدايا العينية التي يقدمها التجار مكافأةً وتشجيعاً وترغيباً في الشراء منهم والتعامل معهم ، وليس في هذا التعامل ربا ولا قمار ولا غرر ، ولا خداع ؛ وإنما هي في حقيقة أمرها : حطيطة من ثمن السلعة ، ولذلك يزيد في عدد الوحدات المشتراة بنفس الثمن ، أو يحط من فاتورة الشراء بقدر نسبة الزيادة .
قال الدكتور خالد المصلح :
" الهدية الترويجية إذا كانت سلعة ، فلها ثلاثة أحوال :
الحال الأولى : أن تكون الهدية موعوداً بها المشتري ، فأقرب ما تُخرَّج عليه حينئذٍ وعد بالهبة ، يجب الوفاء به ، ويثبت لها ما يثبت للهبة من أحكام .
الحال الثانية : أن تكون الهدية غير موعود بها ، فأقرب ما تُخرَّج عليه حينئذٍ أنها هبة محضة ، يثبت لها جميع ما يثبت للهبة من أحكام .
الحال الثالثة : أن يكون تحصيل الهدية مشروطاً بجمع أجزاء مفرقة في أفراد سلعة معينة ، وما أشبه ذلك ، فتخرج حينئذٍ على أنها هبة محرمة ؛ لما تفضي إليه من الإسراف والتبذير وكونها من الميسر المحرم " انتهى من كتاب " الحوافز التجارية التسويقية وأحكامها في الفقه الإسلامي" ، صـ 334 .
مع العلم أن هذه الهدايا تكون ملكاً لصاحب الصيدلية ، وليس للموظف العامل في الصيدلية منها شيء .
ثالثاً :
الواجب على الصيدلي أن يكون أميناً فيما يقدمه للمرضى من دواء ، ولا يحل له خداع المرضى وغشهم ، بتسويق أدويةٍ أقلُّ جودةً وتأثيراً ونفعاً ، رغبة في الحصول على " البونص" ، مع وجود ما هو أفضل منها .
بل الواجب عليه صرف الدواء الموجود في الوصفة الطبية ، أو دلالة المريض على أفضل الأدوية الموجودة جودةً وسعراً ، بحسب حاله ؛ فإن هذا من النصيحة الواجبة .
والله أعلم.
تعليق