الحمد لله.
أما التسمية باسم "بنيامين" ونحو ذلك ، فهي جائزة من حيث الأصل ، وليس في نفس الاسم ما يمنع من التسمي به .
لكن حيث جرت العادة بأن اليهود هم من يتسمون بهذا الاسم ، ولم يعد ذلك من عادة المسلمين التسمية به : منع من التسمي به لأجل ذلك .
وقد كان في أصحاب المسيح عليه السلام من اسمه " متّى " و " يوحنا " ونحو هذه الأسماء ، وهي بلا شك ليست من أسماء المسلمين اليوم ، فلذلك نهى العلماء عن التسمية بها .
قال ابن القيم رحمه الله :
" الأسماء ثلاثة أقسام :
الأول : قسم يختص المسلمين .
والثاني : قسم يختص الكفار .
والثالث : قسم مشترك .
فالأول : كمحمد ، وأحمد ، وأبي بكر ، وعمر ، وعثمان ، وعلي ، وطلحة ، والزبير ، فهذا النوع لا يُمَكَّنون - يعني أهل الذمة - من التسمي به .
والثاني : كجرجس ، وبطرس ، ويوحنا ، ومتى ونحوها ، فلا يمنعون منه ولا يجوز للمسلمين أن يتسموا بذلك ؛ لما فيه من المشابهة فيما يختصون به .
والنوع الثالث : كيحيى ، وعيسى ، وأيوب ، وداود ، وسليمان ، وزيد وعمر ، وعبد الله ، وعطية ، وموهوب ، وسلام ، ونحوها، فهذا لا يمنع منه أهل الذمة ولا المسلمون " انتهى من "أحكام أهل الذمة" (3/ 1317).
وسئل علماء اللجنة :
نحن مجموعة من الشباب وملتزمون والحمد لله، ونعمل سويا في مكان واحد ، ونسكن أيضا
في مكان واحد ، ونقوم في وقت الدعابة بمناداة بعضنا البعض بأسماء غير أسمائنا، مثل
( جرجس ، بطرس ، حنا ، ميخائيل ، بنيامين ) فهل هذا حرام؟ علما بأننا لا ننادي
بعضنا بها إلا على سبيل الدعابة .
فأجابوا : " هذا العمل لا يجوز ؛ لأنه من التشبه بالكفار في أسمائهم ، وقد قال
النبي صلى الله عليه وسلم : (من تشبه بقوم فهو منهم ) ، فالواجب تجنب المناداة بهذه
الأسماء الأجنبية ، ولو كان ذلك من قبيل المزاح " .
انتهى من"فتاوى اللجنة الدائمة" (26/ 32) .
وأسماء إخوة يوسف كما ذكره القرطبي رحمه الله : رُوبِيلُ وَهُوَ أَكْبَرُهُمْ ،
وَشَمْعُونُ وَلَاوِي ، وَيَهُوذَا ، وزيالون ، ويشجر ، ودان ، ونفتالي ، وجاد ،
وآشر ، وَبِنْيَامِينَ .
"تفسير القرطبي" (9/ 130)
والتسمي بهذه الأسماء مما ينهى عنه أيضا ؛ لأنها أسماء أعجمية ولم تجر عادة
المسلمين بالتسمي بها .
نعم ، قد تقدم بنا في إجابة السؤال رقم : (193364)
أن التسمية بأسماء الأنبياء من التسمية الحسنة المستحبة ، وقد ذهب بعض العلماء إلى
أن إخوة يوسف عليه السلام كانوا من الأنبياء ، لكن القول الراجح أنهم ليسوا بأنبياء
، قال ابن كثير رحمه الله :
" اعْلَمْ أَنَّهُ لَمْ يَقُمْ دَلِيلٌ عَلَى نُبُوَّةِ إِخْوَةِ يُوسُفَ " انتهى
"تفسير ابن كثير" (4/ 319) .
وقال السيوطي رحمه الله :
" في إخوة يوسف عليه السلام قولان للعلماء ، والذي عليه الأكثرون سلفا وخلفا أنهم
ليسوا بأنبياء " انتهى من"الحاوي للفتاوي" (1/ 367) .
فالخلاصة :
أن التسمية بـــ " بنيامين " وكذا التسمية بأسماء إخوة يوسف يمنع منها لما تقدم ،
وفي أسماء المسلمين ما يغني عنها .
انظر إجابة السؤال رقم : (1692)
لمعرفة الأسماء المستحبة والمكروهة والمحرمة .
وانظر إجابة السؤال رقم : (7180)
لمعرفة آداب تسمية الأبناء .
والله أعلم .
تعليق