الخميس 20 جمادى الأولى 1446 - 21 نوفمبر 2024
العربية

حكم استعمال ما يسمى بـــ " أقلام الشيشة " .

201512

تاريخ النشر : 02-09-2013

المشاهدات : 72898

السؤال

أريد أن أعرف : هل أقلام الشيشة المعروفة (سجائر) : حرام ، مع أنه ليس فيها تبغ ، ولا تحتوي إلا على بخار ماء ؛ فقد بدأت تنتشر بين أصدقائي ، ويدخنونها؟

الجواب

الحمد لله.

انتشرت في الآونة الأخيرة ما يسمى بـــ " الشيشة الإلكترونية " و " السجائر الإلكترونية " و " الشيشة القلم " إلى غير ذلك من المسميات ، يزعم أصحابها أنها بديل عن النرجيلة التقليدية وعن السجائر ، ويزعمون أنها صحية تعتمد على عملية آلية لتوليد البخار ، بدلا من دخان التبغ الناجم عن النرجيلة التقليدية ، فهي تحول السائل الذي بداخلها إلى بخار ، وهذا السائل المستخدم خال من التبغ والقطران وما يرتبط بذلك من مواد ضارة ، ونكهات هذا السائل طبيعية ، تضم النعناع والتفاح والبرتقال وغيرها من نكهات الفاكهة .
وقد ثبت طبيا خلاف ذلك ، وأن لذلك كله تأثيره السيئ على الرئتين والمخ .

" ومفهوم السيجارة الالكترونية بدأ منذ عدة سنوات في الصين بعد أن شنت منظمات دولية كبيرة مثل منظمة الصحة العالمية حملات كثيرة على وسائل التدخين التقليدية وتمت محاصرة التدخين في أماكن العمل والمطارات والأماكن العامة فتفتق ذهن شركات التبغ الكبرى في الصين عن طريقة جديدة لترويجه عن طريق ما يسمى بالسيجارة الالكترونية، ثم انتشرت إلى باقي دول العالم .
وهي تعتمد على بطارية من الليثيوم على شكل السيجارة يمكن إعادة شحنها مثل بطارية الجوال ، وتركّب فيها كبسولة تحتوي على سائل فيه تركيز معين من النيكوتين بجرعات تختلف من كبسولة لأخرى بالإضافة إلى مواد أخرى ونكهات مختلفة مثل القهوة والنعناع والفانيليا والفراولة .
والسيجارة الالكترونية ليست في الحقيقة البديل الصحي للسجائر ، وقد حاربتها منظمات الصحة العالمية مثل منظمة الصحة العالمية who ، ووكالة الغذاء والدواء الأمريكية FDA .
ثم هي مكلفة جدا مقارنة بأسعار السجائر الحالية، فليست هي العلاج الذي يستطيع كل شخص استعماله للمساعدة في إيقاف التدخين تدريجيا كما تدعي الشركات المسوقة.
وقد أوضحت وكالة الدواء والغذاء الأمريكية أنه حتى في السجائر الالكترونية التي يدعى فيها أنها خالية من النيكوتين ، ثبت مخبريا وجود النيكوتين فيها وكذلك مادة النيتروزامين ، وهي مادة من المعروف طبيا أنها مسرطنة ،ومشتق مادة الجلايكول ، وهي مادة سامة تستخدم في سائل مضاد التجمد في السيارات.
وذكرت دراسة حديثة أجريت في مستشفى "سان ميشيل" في تورونتو، أن السجائر المنكّهة بالنعناع قد تشكل خطراً أكبر بالنسبة للإصابة بسكتات دماغية مقارنة بأنواع السجائر الأخرى، وخصوصاً عند النساء وذوي البشرة غير السوداء. ووجد الباحثون أن خطر الإصابة بسكتة دماغية لدى من يدخنون السجائر المنكّهة بالنعناع يزيد مرّتين عمّن يدخنون سجائر عاديّة ..
http://www.bab.com/node/149992

 

ولذلك منعت بعض الدول بيع هذه السجائر الالكترونية وتسويقها واستيرادها مثل: استراليا وكندا والبرازيل.
والخلاصة :
أن السجائر الالكترونية ينبغي أن تعامل معاملة السجائر التقليدية على جميع المستويات ، وهي ليست وسيلة للإقلاع عن التدخين كما تروج لها بعض الشركات المنتجة ، وما تحمله من ضرر مؤكد أكثر بكثير مما تدعيه من فوائد محتملة ".
http://www.alriyadh.com/2010/09/01/article556382.html

وقد قال المسؤول عن التصدي للتبغ وأضراره الوخيمة في منظمة الصحة العالمية مخاطباً الإعلاميين: " إنه من الخطأ 100% إصدار تأكيدات تفيد بأن هذه السجائر الإلكترونية بمثابة علاج آمن يعاون المدخنين على الإقلاع عن عادة التدخين " . وأردف قائلاً: " إنه يوجد في هذه السيجارة خليط من المواد الكيميائية المضافة يحتمل أن تكون شديدة السمية ".
http://fatwa.islamweb.net/fatwa/index.php?page=showfatwa&Option=FatwaId&Id=129680

فإذا ثبت ما في هذه الأنواع المستحدثة من السجائر من المواد المضرة بالصحة ، وأن ضررها ، مثل ضرر السجائر العادية ، أو يقاربه ، أو يزيد عليه : لم يكن بينهما فرق في الحكم بالمنع منه .
ولا يغتر ـ بعد ذلك ـ بما يسمى بـ" الشيشة الإلكترونية " أو " السجائر الإلكترونية " أو " أقلام الشيشة " ونحو ذلك ، متى كان المعنى الذي من أجله حرم التدخين بوسائله التقليدية ، موجودا في ذلك كله .
 

وأما إذا وجد منها أنواع ، ثبت بالفحص المعملي ، وأخبار الثقات العالمين : أنها تعتمد على النكهات الطبيعية فقط ، ولا يدخل في تكوينها شيء من المواد المحرمة ، وليست بضارة على مستعمليها ولا غيرهم : فحينئذ : لا يحرم استعمال مثل هذه الأنواع الآمنة ؛ فالحكم يدور مع علته ، وجودا وعدما .
ومن أدب المسلم في مثل ذلك : أن يدع ما يريبه ، إلى ما لا يريبه ، ويتقي الشبهات ، استبراء لدينه وعرضه ، وفيما أحله الله له من الحلال الطيب : الغنية عما حرم ، وعما اشتبه حكمه على بعض الناس .
راجع للفائدة جواب السؤال رقم : (127312)
والله تعالى أعلم .

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر: موقع الإسلام سؤال وجواب