الحمد لله.
أولا :
نسأل الله عز وجل أن يعينكم على نشر دينه ، وتعليم الناس شرائعه وأحكامه .
ثانيا :
دخول المرأة المسلمة حديثا المسجد لإشهار إسلامها ، فيفرح الناس بدخولها في دين الله ، ويقوى قلبها بفرحة أهل الإسلام - لا حرج فيه ، إن شاء الله ، إذا لم يترتب على ذلك ضرر أو فتنة ، وكانت المرأة محجبة ، وخاصة في بلاد الكفر ، حيث يرجى أن يكون حضورها إلى المسجد ، وإشهار إسلامها ، وسط فرح المسلمين ، وتكبيرهم : يرجى أن يكون معينا على تثبيتها ، ومعينا أيضا على تثبيت غيرها من المسلمين ، لما يرون من إقبال الناس على دين الله .
وإذا كان دخول الكافر المسجد لغرض شرعي أو أمر مباح لا حرج فيه ، فدخول المرأة المسلمة حديثا لإشهار إسلامها ، وترغيبها في دين الله ، وبيوت الله ، وتثبيت قلبها برؤية أهل الدين الذين يشاركونها الفرح بإسلامها : أولى بالترخيص فيه ، ورفع الحرج ، إن شاء الله ، لا سيما إذا كانت تلبس الحجاب الشرعي ، أو محتشمة في لباسها ، إذا كانت قريبة العهد بالإسلام ، لم تتهيأ باللباس الشرعي بعد.
والأصل أن المرأة لا
تمنع من دخول المسجد إلا إذا خيف من وراء ذلك الفتنة والضرر .
وقد جاء نساء المؤمنين مهاجرات يبايعن رسول الله صلى الله عليه وسلم فبايعهن.
فعن عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: كَانَتِ الْمُؤْمِنَاتُ إِذَا هَاجَرْنَ
إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُمْتَحَنَّ بِقَوْلِ اللهِ
عَزَّ وَجَلَّ: ( يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا جَاءَكَ الْمُؤْمِنَاتُ
يُبَايِعْنَكَ عَلَى أَنْ لَا يُشْرِكْنَ بِاللهِ شَيْئًا وَلَا يَسْرِقْنَ وَلَا
يَزْنِينَ ) الممتحنة/ 12 ، إِلَى آخِرِ الْآيَةِ، قَالَتْ عَائِشَةُ: فَمَنْ
أَقَرَّ بِهَذَا مِنَ الْمُؤْمِنَاتِ، فَقَدْ أَقَرَّ بِالْمِحْنَةِ، وَكَانَ
رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا أَقْرَرْنَ بِذَلِكَ مِنْ
قَوْلِهِنَّ، قَالَ لَهُنَّ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (
انْطَلِقْنَ، فَقَدْ بَايَعْتُكُنَّ ) وَلَا وَاللهِ مَا مَسَّتْ يَدُ رَسُولِ
اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَدَ امْرَأَةٍ قَطُّ، غَيْرَ أَنَّهُ
يُبَايِعُهُنَّ بِالْكَلَامِ .
رواه البخاري (4891) ومسلم (1866)
وراجع للفائدة إجابة السؤال رقم (2192)
ثالثا :
تعريفكم أهل المدينة التي تقطنونها بالإسلام ، ودعوتكم إياهم للدخول في دين الله ،
عمل مشروع تؤجرون عليه إن شاء الله .
ولكن حيث إنه يكون من بين هؤلاء نساء متبرجات ، وقد يؤدي دخولهن المسجد إلى مفاسد ،
وقد تحصل من وراء ذلك فتن وأضرار ، فالذي ننصح به ما يلي :
أولا : أن يقوم على دعوة هؤلاء النسوة نساء مؤمنات متدربات على أعمال الدعوة.
فإن لم يتيسر ذلك قام بالدعوة الرجال ولكن من وراء حجاب .
ثانيا : أن يكون الاجتماع غير مختلط ، فيكون اجتماع الرجال على حدة ، والنساء على
حدة ، إما بتخصيص مكان للرجال ، وآخر للنساء ، أو تخصيص وقت للرجال ، وآخر للنساء ،
في ذات المكان .
انظر إجابة السؤال رقم (65506)
ثالثا : أن يكون اجتماع النساء في غير المسجد إذا أمكن ذلك ، وخاصة أنهن لا يعرفن
الحشمة ولا يدرين ما الحجاب ، فوجودهن بالمسجد بهذه الصورة لا يناسب حال المسجد ،
فلو وفقتم إلى دعوتهن في غير المسجد ، ولو في حجرة مجاورة للمسجد ، أو تابعة له ،
أو في فناء المسجد ، إن كان حوله فناء ورحبة : فهو أفضل .
فإذا لم يمكن ذلك إلا في المسجد : فاجتنبوا وقت الصلاة ، إذا كان يترتب على
اجتماعهن : تشويش على المصلين ، ومزاحمة لهم في المسجد ، إلا إذا كان العدد
المتواجد يسيرا ، لا يشوش على المصلين ، ولا يمنعهم من صلاتهم ، ويتم بوجودهم مصلحة
مشاهدة المسلمين ، وحالهم في الصلاة ؛ فلا بأس بذلك إن شاء الله .
وراجع إجابة السؤال رقم (5656) لمعرفة
كيف يدعو المسلم المرأة الكافرة .
رابعا : تزويد هؤلاء
بالكتيبات والمطويات والأشرطة الدعوية من أهم الوسائل الناجحة في الدعوة .
وينظر إجابة السؤال رقم (34559)
وراجع للفائدة إجابة السؤال رقم (9444)
، والسؤال رقم (109207)
والله أعلم .
تعليق