الخميس 20 جمادى الأولى 1446 - 21 نوفمبر 2024
العربية

تاب من علاقة محرمة فهل يتزوج من صديقته بعد إسلامها ؟

20274

تاريخ النشر : 04-07-2004

المشاهدات : 10714

السؤال

أنا مسلم طوال عمري ، وقد فعلت ذنوباً عظيمة في حياتي ، كنت مع فتاة نصرانية لمدة سنتين ، ثم تركتها لأنني أصبحت قريباً من الإسلام ، هي تعلم بأننا لا يجب أن نكون سويّاً الآن ، أعلم بأنني كنت مسلماً عاصياً ، ولكنني الآن أريد أن أفعل أي شيء ليغفر الله ذنبي ، قمنا بفعل بعض الأفعال الجنسية إلا فاحشة الزنا .
أعلم بأن هذه أمور عظيمة وأطلب المغفرة من الله وندمت على ما فعلت ، وقد كان هذا بسبب جهلي ، وقد تبت الآن ، وأقوم الآن بأداء الصلوات الخمس ، وأذهب للمسجد وأقرأ القرآن ، ولا أنوي العودة أبداً لما كنت أفعل في السابق .
أشعر بأنني يجب أن أتزوج مسلمة من إحدى البلاد الإسلامية وأغيِّر حياتي ، ولكنني أشعر كذلك بأنني يجب أن أخبر تلك الفتاة عن الإسلام أملاً أن تسلم ولي أسئلة :
1- هل أتزوجها إذا أسلمت ؟
2- هل أبحث عن مسلمة وأبدأ حياة جديدة ؟
3- هل سيُغفر لي ما قد فعلت ؟.

الجواب

الحمد لله.

أولاً :

الشعور بالذنب والندم على فعله هما علامة توفيق الله لصاحب الذنب أنه يسير في الطريق الصحيح الذي يعقب اقترافه وفعله ، ولا نريد التهوين مما فعلت ، ويكفي أنك تعلم أن ما فعلتَه يغضب ربك تبارك وتعالى ، وأنه من كبائر الذنوب ، لكن نريد أن نفتح لك طريق التوبة ، ونعلمك أن الله سبحانه وتعالى مع أنه لم تضره معصيتك ، وهو غني عن توبتك إلا أنه تعالى وفقك لها وهو يفرح بها عز وجل .

فلا بدَّ أن يكون منك إقلاع عن معاصيك السابقة ، ولا بدَّ لك من ندم خالص من قلبك ، ولا بدَّ من عهدٍ وعزمٍ أن لا تعود لمثل هذه الذنوب مرة أخرى .

ولا ينبغي لك اليأس من رحمة الله تعالى ، فالله تعالى يغفر الذنوب جميعاً ، وما عليك سوى الصدق في التوبة ، وسترى ما يسرك بعد توبتك من انشراح صدرك ، وتحمسك للطاعة ، والبحث عن رضى الله عز وجل .

انظر ( 624 ) و ( 13990 ) و ( 34905 ) و ( 22912 ) .

ثانياً :

ولا بدَّ لك كذلك من قطع علاقتك بتلك المرأة خشية أن تعود للذنب ، والأصل في المسلم التائب هو الابتعاد عن البيئة التي كان يعصي الله تعالى فيها ، ولا بدَّ له من هجر وترك كل الوسائل التي يمكن أن تؤدي به للوقوع في المعصية .

ولذلك لا نرى أن تعاود الاتصال بتلك المرأة ، ولو كان بحجة دعوتها للإسلام ، فعليك – أولاً – النجاة بنفسك ، ومن يضمن لك لو رجعت إلى ذنبك – لا قدَّر الله – أن توفق إلى التوبة ؟ .

ويمكنك أن توصي بعض النساء المسلمات الثقات بها لأجل دعوتها للإسلام ، ولا نرى أن تكون أنت من يقوم بذلك .

ثالثاً :

ولا نرى جواز الزواج منها وهي على حالها الذي وصفتَ ، لا لأنها نصرانية ، بل لأنها غير عفيفة – على حسب ما قلتَ – ، وقد أباح الله تعالى لنا الزواج من أهل الكتاب لكنه – تعالى – اشترط وصف " الإحصان " فيهن ، وهو العفة عن الزنا واتخاذ العشاق .

انظر ( 22302 ) و ( 2527 ) .

فالذي ننصحك به هو التزوج من مسلمة متدينة تحفظ لك دينك ، وتدلك على الخير ، وتعينك على الطاعة ، فبمثل هذا يكون الظفر .

انظر ( 20227 ) و ( 8391 ) .

والله أعلم.

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر: الإسلام سؤال وجواب