الحمد لله.
أحسنتَ - أخي الكريم - في تقريرك أنَّ مناط التكليف عند الله تعالى هو البلوغ ؛ كما دلَّ على ذلك قولُ النبيِّ صلى الله عليه وسلم : ( رُفِعَ الْقَلَمُ عَنْ ثَلَاثَةٍ : عَنِ النَّائِمِ حَتَّى يَسْتَيْقِظَ ، وَعَنِ الصَّغِيرِ حَتَّى يَكْبَرَ ، وَعَنِ الْمَجْنُونِ حَتَّى يَعْقِلَ أَوْ يُفِيقَ ) رواه أبو داود (4398) ، وابن ماجه (2041) ، والنسائي (5596) ، وصححه الألباني في " الإرواء " (297).
إذا ثبتَ هذا ؛ فلا مؤاخذة على هؤلاء الأطفال الذين لا يعقلون ما يفعلون ، ولا يُحسِنون وزنَ الأمور ولا تقديرَها .
وليس ببعيد عن رحمة الله تعالى : أن يجزي العبد على ما أصابه من الأذى والضر ، وأنواع البلاء ، وإن كان صغيرا ، كما أن يثاب على حسناته التي عملها ، وهو صغير ، ويكافئه عن ذلك حتى يرضيه من فضله ، من غير أن يكون على من آذاه من الأطفال ، قبل سن البلوغ والتكليف : حساب على مثل ذلك ، ولا عذاب .
وعليك - أخي الكريم -
الانشغال بما ينفعك، وثِق أنَّ الله تعالى هو أرحم الراحمين ، وأحكم الحاكمين ،
وأعدل العادلين , وأنه تعالى لكمال عَدْلِه حرَّم الظلم على نفسه ؛ فقال: (وَلا
يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا) الكهف/49 ، وقال تعالى: (إِنَّ اللَّهَ لا يَظْلِمُ
مِثْقَالَ ذَرَّةٍ) النساء/40.
وهو سبحانه له الحِكْمة والحُجَّة البالغة على خَلْقه ، سبحانه (لا يُسْأَلُ عَمَّا
يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ).
وفَّقنا الله وإياك لما يحبُّه ويرضاه.
تعليق