الحمد لله.
- العمرة الأولى التي لا تذكرين هل الدورة جاءتك في أثنائها أم بعدها : فهي عمرة صحيحة ؛ لأن الأصل صحة العبادة ، والشك بعد العبادة لا يؤثر .
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله : " الشك بعد الفراغ من العبادة لا عبرة به ، ومثل ذلك : لو شك في أشواط الطواف هل طاف ستة أو طاف خمسة ، نقول : إذا كان في أثناء الطواف فليأت بما شك فيه ، وينتهي الموضوع ، وإذا كان بعد أن فرغ من الطواف وانصرف ، قال : والله ما أدري هل طفت ستة أو سبعة ؟ فلا عبرة بهذا الشك ، يلغي هذا الشك ، ويجعلها سبعة .
وهذه قاعدة مفيدة للإنسان : إذا كثرت الشكوك معه فلا يلتفت إليها ، وإذا وقع الشك بعد الفراغ من العبادة فلا يلتفت إليه ، إلا أن يتيقن ، فإذا تيقن وجب عليه أن يأتي بما نقص" .
انتهى من فتاوى "نور على الدرب" .
- أما العمرة الثانية فبما
أنك لا تتذكرين هل أحرمت ، وأديت العمرة أو لا ؟ فلا يلزمك تجاهها شيء ، والأصل
براءة ذمتك فلا تلتفتي إلى تلك الشكوك.
- والعمرة الثالثة التي
أديتها مع أختك وزوجها عمرة صحيحة ، ولكن أخطأت في السفر إلى مكة بلا محرم فعليك
التوبة والاستغفار، وقد قال صلى الله عليه وسلم : ( لا تسافر امرأة إلا مع ذي محرم
) رواه البخاري (3006) ، ومسلم (1341) .
وينظر للفائدة السؤال : (316
) ، و (6057) .
-والعمرة الرابعة : نقول
فيها ما ذكرناه في العمرة الأولى والثانية من عدم الالتفات لهذا الشك ؛ لأن الأصل
براءة ذمتك.
والحاصل : أن ذمتك الآن
بريئة ، ولا يلزمك إعادة شيء من تلك العمرات .
على أننا ننبهك إلى أن الواجب عليك أن تسألي عما يعرض لك في عبادتك ، في وقت العارض
، ولا تؤخري ذلك ، بل بادري بمعرفة ما يلزمك في شأن العبادة ، وبادري بإبراء ذمتك
مما لزمك ؛ ثم ننصحك أيضا ألا تلفتي إلى الشكوك والوساوس ، ولا تطرقيها إلى عبادتك
، وإلا فسد عليك أمر عيشك كله ؛ فإن الشيطان حريص على ما يحزن المؤمن ، فأعرضي عنه
وعن خطراته، واستعيذي بالله منه ، واسألي الله الإعانة على ذكره وشكره وحسن عبادته.
والله أعلم .
تعليق