الخميس 9 شوّال 1445 - 18 ابريل 2024
العربية

حكم التسمية بكل ما يبدو في ظاهره حسنا مما ورد في القرآن الكريم

السؤال

بعض الناس يسمون أبناءهم باسم " ليس" محتجين بأنه يمكن استخدام أي كلمة من القرآن لتكون اسماً للمولود طالما أنها لا تحمل معنىً سيئاً ، فما رأيكم في ذلك ؟

الجواب

الحمد لله.

المشروع في التسمية اختيار الاسم الحسن ، بمراعاة حسن اللفظ وحسن المعنى ، فلا يستخدم اللفظ الخشن وإن كان معناه صحيحا ، ولا يستخدم اللفظ الحسن إذا كان المعنى غير حسن .
وقد جاء النهي عن الاستحسان لمجرد الظاهر دون مراعاة حقيقة الشيء . فروى مسلم (2564) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( إِنَّ اللَّهَ لَا يَنْظُرُ إِلَى صُوَرِكُمْ وَأَمْوَالِكُمْ وَلَكِنْ يَنْظُرُ إِلَى قُلُوبِكُمْ وَأَعْمَالِكُمْ ).
ونهى النبي صلى الله عليه وسلم عن بعض الأسماء الحسنة في الظاهر لأن استعمالها في بعض الجمل والعبارات قد يكون سيئا ، فروى مسلم (2137) عَنْ سَمُرَةَ بْنِ جُنْدَبٍ رضي الله عنه : " أن الرسول نهى عن تسمية الغلام بـ (رباح) ، و(يسار) ، و(نجيح) ، و(أفلح) " لماذا ؟
بين الرسول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ السبب من هذا النهي فقال : ( فَإِنَّكَ تَقُولُ: أَثَمَّ هُوَ؟ فَلَا يَكُونُ فَيَقُولُ : لَا ) ، أي : تسأل عنه : أعندك رباح أو أفلح ؟ فلا يكون موجودا ، فيقول المجيب : لا ، فيظهر من النفي أنه نَفَى أن يكون عنده فلاح أو ربح ، وذلك معنى فاسد تكرهه النفوس إذا سمعته ، وإن كان المتكلم لا يقصد هذا المعنى الفاسد .
وهذا الحديث يدل أيضا على أنه ليس كل كلمة وردت في القرآن الكريم أنه يصح التسمية بها ، فإن كلمة (أفلح) جاءت في القرآن الكريم بنصها ، قال الله تعالى : (قد أفلح المؤمنون) المؤمنون / 1 ، ومع ذلك نهي النبي صلى الله عليه وسلم عن التسمي به .
ثم إذا رجعنا إلى هدي النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه ثم إلى كتب أهل العلم وعمل المسلمين أجيالا بعد أجيال ، لم نجد أحدا منهم فعل هذا التصرف .
فالنبي صلى الله عليه وسلم حثنا على اختيار الاسم الحسن ، كعبد الله وعبد الرحمن ، ولم يحثنا على اختيار الاسم لمجرد وروده في القرآن الكريم ، فكم من اسم ورد في القرآن الكريم يمنع المسلم من تسمية أولاده به ، كفرعون وهامان وقارون .
ولم نجد كذلك أحدا من الصحابة رضي الله عنهم كان يفعل ذلك ، مع محبتهم وتعظيمهم للقرآن الكريم أكثر من محبتنا وتعظيمنا له .
وكذلك لم نجد أحدا من أهل العلم استحب التسمية بذلك ، ولا عمل به المسلمون ، بل أكثر أسماء المسلمين ، - كما يعرف ذلك من كتب التاريخ والرجال والتراجم- أكثر أسمائهم كانت تدور حول : عبد الله ، وعبد الرحمن ، وعبد الرحيم ، ومحمد ، وأحمد ... ونحو ذلك .
فالذي ينبغي نهي الناس عن هذا التصرف ، وأن يبين لهم أنه ليس هذا فعلا جميلا ، ولا سلوكا حسنا .
وعلى الأب أن يتقيد في تسميته أولاده بما ذكره العلماء في كتبهم من آداب ذلك ، بناء على ما جاء في سنة النبي صلى الله عليه وسلم .
ولمزيد الفائدة ينظر جواب السؤال رقم : (7180) لمعرفة آداب تسمية الأولاد .
ولمعرفة ضابط الأسماء المحرمة والمكروهة ينظر إجابة السؤال رقم : (1692) .
والله أعلم .

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر: موقع الإسلام سؤال وجواب