الحمد لله.
أولا :
لا شك أن " اللواط " من أعظم الفواحش ، وأخس المنكرات ، وأشنع الآثام ، وأطم الرزايا ؛ لما يعقبها من خسر ووبال في الدنيا والآخرة .
قال ابن القيم رحمه الله :
" مَفْسَدَةُ اللِّوَاطِ مِنْ أَعْظَمِ الْمَفَاسِدِ ؛ وعُقُوبَتُهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ مِنْ أَعْظَمِ الْعُقُوبَاتِ " انتهى من "الجواب الكافي" (ص 168) .
وقال أيضا :
" وَلَأَنْ يُقْتَلَ الْمَفْعُولُ بِهِ خَيْرٌ لَهُ مِنْ أَنْ يُؤْتَى ، فَإِنَّهُ يَفْسَدُ فَسَادًا لَا يُرْجَى لَهُ بَعْدَهُ صَلَاحٌ أَبَدًا ، وَيَذْهَبُ خَيْرُهُ كُلُّهُ ، وَتَمُصُّ الْأَرْضُ مَاءَ الْحَيَاءِ مِنْ وَجْهِهِ ، فَلَا يَسْتَحِي بَعْدَ ذَلِكَ مِنَ اللَّهِ وَلَا مِنْ خَلْقِهِ ، وَتَعْمَلُ فِي قَلْبِهِ وَرُوحِهِ نُطْفَةُ الْفَاعِلِ مَا يَعْمَلُ السُّمُّ فِي الْبَدَنِ " انتهى من "الجواب الكافي" (164) .
والواجب على من وقع في هذه البلية أن يسارع إلى التوبة إلى الله
، والإقبال عليه بالعمل الصالح ، وليعظم الندم والحسرة على ما
بدر منه من القاذورات ، وليعظم اللجوء إلى الله ، والافتقار إلى
جنابه ، والإلحاح على بابه ، وليستكثر من الصالحات دهره كله ،
فلعل الله أن يجبر كسره ، ويرده إليه بمنه وكرمه .
قال الله تعالى :
( قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ
لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ
الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ )
الزمر/ 53 .
قال ابن القيم رحمه الله :
" قد استقرت حكمة الله به عدلا وفضلا أن التائب من الذنب كمن لا
ذنب له ، وقد ضمن الله سبحانه لمن تاب من الشرك وقتل النفس
والزنا أنه يبدل سيئاته حسنات ، وهذا حكم عام لكل تائب من ذنب ،
فلا يخرج من هذا العموم ذنب واحد ، ولكن هذا في حق التائبين
خاصة " انتهى من "الجواب الكافي" (1 / 116) .
فأقبل على ربك بالتوبة النصوح ، ولا تقنط من رحمة الله ، وابتعد عن رفقة السوء وصحبة الشر ، وصاحب أهل الخير والصلاح ، وابدأ مع نفسك صفحة جديدة بابتسامة الأمل وحسن الرجاء ، وأنت منشرح الصدر حسن الظن بالله .
قال علماء اللجنة :
" أولا :
أجمع المسلمون على أن فعل اللواط من الكبائر التي حرم الله
تعالى في كتابه .
ثانيا:
باب التوبة مفتوح لجميع العصاة حتى الكفار، حتى تخرج الشمس من
مغربها، وشروط التوبة من حقوق الله هي: الإقلاع عن الذنب ،
والندم على ما مضى ، والعزم على عدم العودة ، وليس من شروطها
إقامة الحد .
ثالثا:
ينبغي لمن وقع في شيء من المعاصي أن يستتر بستر الله ولا يفضح
نفسه ويستغفر الله ويتوب إليه فيما بينه وبين ربه؛ لما أخرج
الحاكم والبيهقي: ( اجتنبوا هذه القاذورات التي نهى الله عنها،
فمن ألم بشيء من ذلك فليستتر بستر الله تعالى، وليتب إلى الله ،
فإنه من يبد لنا صفحته نقم عليه كتاب الله ) " .
انتهى مختصرا من "فتاوى اللجنة الدائمة" (24/ 349-350) .
وانظر جواب السؤال رقم : (5177) ، (27176) .
أما هذه الأخبار المذكورة : فلا أصل لها في كتب أهل السنة ، وهي
من أكاذيب الشيعة الذين لا يتورعون عن الكذب على الله تعالى
ورسله .
أما الخبر الأول :
فذُكر في كتاب "الوسائل" (14/253) ، "الروضة البهية في شرح
اللمعة الدمشقية" (9/142) .
وأما الخبر الثاني :
فذكر في كتاب : "ثواب الأعمال" (ص238) ، "الكافي" (5/550) ،
"مرآة العقول" (20/398) .
وأما الخبر الثالث :
فذكر في كتاب : "جامع المدارك" (1/62) ، "وسائل الشيعة"
(14/240) .
ولا وجود لشيء من هذه الأخبار في كتب أهل الحديث ، ولا غيرهم من علماء أهل السنة - حسبما نعلم - لا بإسناد ولا بغير إسناد .
والذي يعنيك من ذلك كله : أن تبادر بالتوبة إلى ربك ، والإنابة إليه ، والإقبال عليه ، من قبل أن يحال بينك وبين ذلك .
والله تعالى أعلم .
تعليق